مفردات القرآن للفراهي
مفردات القرآن للفراهي
پوهندوی
د/ محمد أجمل أيوب الإصلاحي
خپرندوی
دار الغرب الإسلامي
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
٢٠٠٢ م
ژانرونه
= نقل المؤلف ﵀ كلام الإمام الشافعي في كتابه (حِكمة القرآن) ثم عقّب عليه بقوله: "فهذا كلامه فيما يتعلق بمعنى الحكمة في الآيات التي زوجت فيها بالكتاب أو الآيات. وهذا الذي ذهب إليه الإمام ﵀ مذهب في التأويل، فإن العام ربما يستعمل في بعض أفراده. ولما كان "الحكمة" بمعنى الفهم، وقد خصَّها بفهم الكتاب من تقدمه من علماء التأويل، كما روي عن مجاهد وغيره، وقد رأى الإمام في عهده من مدعي فهم الكتاب من كان يؤوّله إلى العقليات الزائفة ويظن أنها هي الحكمة - نبه الإمام على أن فهم الكتاب إنما يكون بالسنة، واستدل على ذلك: (١) بما بينه من كون السنة مبينة للكتاب و(٢) من أن الله لم يفرض علينا اتباع قول أحد غير السنة، ومَنّ علينا بتعليم الكتاب والحكمة، فلا نجد شيئًا يكون جديرًا بأن يقون بكتاب الله غير سنة نبيه. فلم يذهب الإمام إلى ما ذهب إليه إلا على حسن نية ونصيحة للمسلمين فجزاه الله عنا خير جزاء. وأما في غير هذه المواضع فهو على ما هو المعنى المشهور كما قال في خطبة كتابه هذا ما نصّه". ثم نقل كلام الإمام مع تفسير بعضه بين القوسين. ومما نقله: "فكل ما أنزل الله جل ثناؤه في كتابه رحمة وحجة، علمه من علِمه وجهِله مَن جهِله، لا يعلم مَن جهله ولا يجهل مَن علمه. والناس في العلم طبقات، موقعهم من العلم بقدر درجاتهم في العلم به. فحق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله في استدراك علمه: نصًا واستنباطًا، والرغبة إلى الله في العون عليه، فإنه لا يدرك خير إلا بعونه. فإنّ من أدرك علم أحكام الله في كتابه نصًا واستدلالًا. ووفقه الله للقول والعمل بما علم منه: فاز بالفضيلة في دينه ودنياه. وانتفت عنه الريب. وَنوَّرت في قلبه الحكمة، واستوجب في الدين موضع الإمامة". (انظر الرسالة: ١٩ - ٢٠. ونسخة الفراهي: ٤ - المحقق) ثم قال: "هذا الكلام يشتمل على فوائد عظيمة. ولمتانته يستدعي شرحًا وتنبيهًا، وقد دل فيه على أصل عظيم في الحكمة فنذكر بعض ما يستفاد منه: ... " انظر حكمة القرآن: ق ١٣، ١٤. وعلق الفراهي كذلك على كلام الإمام في حاشية نسخته من الرسالة: ١٣ فقال: "كل ما ذكر الإمام من مكانة الإيمان بالرسول واتباعه، فلا شك فيه. وأما قوله ﵀ في تفسير الحكمة فضعيف -والله أعلم-. وإنما أراد الإمام ﵀ أن يجعل السنة حيث يسوغ بها تخصيص الكتاب وصرفه عن ظاهر معناه لكي يوفق بين الكتاب والسنة والآثار. والمجتهد قد يخطئ، وإنما الأعمال بالنيات. فاعلم أن قوله تعالى: ﴿وَأَنزَلَ اَللهُ =
1 / 176