وعن مشاركة فيها حينا آخر؛ ولهذا كان كتابه الأصل والمرجع الذى أخذ عنه كل المؤرخين اللاحقين له في القرون التالية (الثامن والتاسع والعاشر) عند تأريخهم للدولة الأيوبية.
(٣)
وموضوع كتاب «مفرّج الكروب في أخبار بنى أيوب». كما يتضح من عنوانه ومحتوياتها التأريخ لدولة بنى أيوب منذ قيامها إلى زوالها، وقد أرّخ لصدر الدولة وسنواتها الأولى مؤرخون سابقون لابن واصل، كما أرّخ لها حتى نهايتها مؤرخون معاصرون له، فما قيمة «مفرّج الكروب» وما مكانته بين تلك الكتب؟
أرّخ لصدر الدولة من المؤرخين السابقين:
القاضى الفاضل في مياوماته (أو متجدّداته)، وفى رسائله.
والعماد الكاتب الأصفهانى في: الفتح القسى في الفتح القدسى، والبرق الشامى، والعتبى والعقبى، وخطفة البارق وعطفة الشارق.
وعز الدين بن الأثير في الكامل في التاريخ.
وبهاء الدين بن شداد في السيرة اليوسفية.
وابن أبى الدم في التاريخ المظفرى.
وأرّخ للدولة - حتى سنواتها الأخيرة، أو حتى نهايتها - من المؤرخين المعاصرين لابن واصل:
سبط ابن الجوزى في مرآة الزمان.
وكمال الدين بن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب.
وأبو شامة في الروضتين في أخبار الدولتين، والذيل على الروضتين.
وكتاب «مفرّج الكروب» لابن واصل يمتاز - كتاريخ كامل لبنى أيوب - عن هذه الكتب جميعا، وذلك لأن بعض هذه الكتب أرّخ لصدر الدولة وسنواتها الأولى، أو لمنشئها ومؤسسها، أو للنصف الأوّل منها فحسب؛ والبعض الآخر لم يقصد مؤلفوه إلى التأريخ لبنى أيوب قصدا، وإنما هى تواريخ عامة، أو تواريخ
م 1 / 5