فلما صح لنا عدد البروج أردنا معرفة طبائعها فرجعنا إلى طبيعة أرباع الفلك فوجدنا الزمان عند كون الشمس في الربع الأول حارا رطبا وفي الربع الثاني حارا يابسا وفي الربع الثالث باردا يابسا وفي الربع الرابع باردا رطبا فتبين لنا أن الربع الثاني وهو السرطان والأسد والسنبلة أحر هذه الأرباع وأيبسها ونصف هذا الربع وهو عند كون الشمس في خمس عشرة درجة من الأسد أقوى ما يكون الحرارة واليبس فلما علمنا أن الأسد أحر البروج وأيبسها والقوس والحمل منه على مثلثة واحدة جعلا موافقين له بالحرارة واليبس ولأنه ليس شيء أحر ولا أيبس من النار جعلوا الحمل والأسد والقوس نارية
وقد أوجدنا فيما تقدم أن أول أرباع الزمان حار رطب وآخره بارد رطب فلما صار الحمل ومثلثاته حارا يابسا وهو أول المثلثات علمنا أن آخر المثلثات بارد رطب وهو السرطان والعقرب والحوت فقد علمنا الآن طبيعة الحمل والسرطان ومثلثتيهما وبقيت مثلثة الثور والجوزاء وقد علمنا أنه لا يكون باردين حار ين ولا حار ين باردين ولا برجان متتابعان على طبيعة واحدة فلا يكون إذا أن يتبع الحمل الذي هو حار يابس طبيعة حارة رطبة ولكن تتبعه طبيعة باردة يابسة لمشاكلة زمان أحدهما للآخر لأن الزمان البارد اليابس بعد الزمان الحار اليابس لمجانسة اليبس للحرارة فصار الثور ومثلثاته باردا يابسا وبقي لتمام قسمة الطبائع الأربع الطبيعة الحارة الرطبة فصارت طبيعة الجوزاء ومثلثاتها حارة رطبة فقد تبين لنا الآن أن الحمل ومثلثاته حار يابس ناري والثور ومثلثاته بارد يابس أرضي والجوزاء ومثلثاتها حارة رطبة هوائية والسرطان ومثلثاته بارد رطب مائي
مخ ۲۱۶