365

ولذلك قالت الأوائل يؤخذ بعد ما بين الدليلين بدرج السواء ثم يزاد على ذلك ما طلع من أول برج الطالع إلى دقيقة الطالع بالدرج المستوية ثم يلقى ذلك من أول برج الطالع وإن كان ذلك يلقى من غير الطالع فإنه يزاد على بعد ما بين الدليلين من أول برج ذلك الدليل إلى الموضع الذي هو فيه بالسواء ثم يطرح ذلك من أول برجه لكل برج ثلاثين درجة فحيث ينتهي فهناك ذلك السهم بدرجته ودقيقته وكل شيء يؤخذ من الدرج في استعمال السهام وإنما هي الدرج المستوية

واعلم أنه ربما احتيج في عمل السهام أن يؤخذ من رب بعض البيوت إلى ذلك البيت ويكون ذلك البيت بالعدد برجا من الأ براج وبالسواء زائلا إلى بيت آخر فينبغي أن يؤخذ من رب برج السواء ئلى إلى تلك الدرجة التي وقع فيها الحساب ومثال ذلك أن الطالع كان السرطان بدرجة في الإقليم الرابع وبيت المال بالعدد الأسد وبالحساب بالسرطان درجة معلومة فينبغي أن يؤخذ من القمر الذي هو صاحب السرطان إلى تلك الدرجة المعلومة منه ولا يلتفت إلى الشمس والأسد

سهم القمر أما أول السهام فإنه مستخرج من الشمس والقمر وذلك لأن الشمس أضوأ كواكب الفلك وهي نيرة النهار وسعدة وبطلوعها يكون النهار وهي الدالة على الحياة الطبيعية وعلى الغلبة والعز والملوك والسلطان والولايات والأمر والنهي وعلى صنوف الأموال والجواهر وعلى كل شيء نفيس عزيز وإنما سعادة الناس بالعز والملك والسلطان والأموال المختلفة الجنس والدين وأما القمر فإنه نير الليل وسعد وهو الدليل على الأبدان والنبات وعامة ما يحدث في هذا العالم فلما كانت الشمس نيرة النهار والقمر نير الليل بدؤوا بهذا السهم بالنهار من السعد النهاري الذي هو الشمس إلى السعد الليل الذي هو القمر بدرج السواء وبالليل من القمر الليلي إلى الشمس النهارية ثم زادوا على ذلك ما طلع من أول برج الطالع إلى درجة الطالع بالدرج المستوية ثم ألقوا ذلك من أول برج الطالع لكل برج ثلاثين فحيث انتهى بهم الحساب قالوا هناك هذا السهم وإن كان النيران كلاهما في دقيقة واحدة فإن السهم في دقيقة الطالع

مخ ۸۳۴