335

فأما اتصال الكواكب بعضها ببعض بالعرض فهو على ثلاث جهات إحداها اتصال مقارنة وهو أن يكون الكوكبان مقترنين ويكون عرضهما شيئا واحدا في جهة واحدة ويكسف أحدهما الآخر والجهة الثانية اتصال مقابلة وهو أن يكون الكوكبان متقابلين ويكون أحدهما صاعدا في الشمال والآخر هابطا في الشمال أو يكون أحدهما صاعدا في الجنوب والآخر هابطا فيه وتكون درجات عرضهما شيئا واحدا والجهة الثالثة من اتصال العرض أن يتناظر الكوكبان من الجهات الست وهما التسديسان والتربيعان والتثليثان ويكون أحدهما صاعدا في الشمال والآخر هابطا في الجنوب أو يكون أحدهما صاعدا في الجنوب والآخر هابطا في الشمال وفي هذه الجهات الثلاث ينظر إلى أقلهما درجا في العرض إذا كان يبلغ درجات أقصى عرضه ما يلحق بدرجات عرض الكوكب الآخر الأكثر عرضا مما هو أثقل منه أو أخف فهو متصل به بالعرض فإذا صار عرضه مثل عرض ذلك الكوكب فقد تم اتصاله به فإذا زاد عرضه على ذلك فقد انصرف عنه بالعرض إلا أنه لا يزال أحدهما في قوة طبيعة صاحبه من جهة اتصاله به بالعرض ما دام الكوكبان في الجهة التي اتصل أحدهما بصاحبه فإذا اختلفت الجهتان أو ابتدأ أحدهما يصعد والآخر يهبط فقد فارق أحدهما قوة طبيعة الآخر بالعرض

ولاتصال الكواكب بالعرض نوع آخر وهو أن ينظر إلى الكوكبين فإذا تناظرا فالشمالي منهما تزاد درجات عرضه على المكان الذي هو فيه والجنوبي تنقص درجات عرضه في ناحيته من مكانه ثم ينظر كم بينهما من الدرجات بالطول بعد ذلك فإن كان بين الخفيف والثقيل أقل من ستين درجة أو من تسعين درجة أو من مائة وعشرين درجة أو من مائة وثمانين فالخفيف متصل بالثقيل وإذا كان بينهما مثل هذه الدرج التي ذكرنا على هذا العمل فقد تم اتصاله به وإن كان بينهما أكثر من ذلك فقد انصرف عنه

وربما كان اتصال الكوكب بالطول بكوكب وبالعرض بكوكب آخر ولذلك قال ذورثيوس إذا أبق مملوك وكان اتصال القمر بالطول بالمريخ وبالعرض بالمشتري أو بالطول بالمشتري وبالعرض بالمريخ فلاتصاله بالمريخ من إحدى الجهتين يدل على وجود الآبق ولاتصاله بالمشتري من الجهة الأخرى يدل على أنه يرضى عنه مواليه ويفلت من العقوبة وأوكد الاتصال والانصراف أن يكون بصاحب حده أو بيته أو شرفه أو مثلثته أو وجهه وأقوى ذلك أن يتفق اتصال الطول والعرض معا بكوكب واحد فإنه عند ذلك لا يخلف دلالتهما

مخ ۷۷۰