318

وإذا تباعدت الشمس عنها أكثر من نصف تلك الدقائق في الناحية التي تكون فيها صارت الكواكب إلى الحال الثانية ويقال لها تحت شعاع الشمس محترقة في المشرق فأما زحل والمشتري فيكونان محترقين إلى أن تتباعد الشمس منهما دون ست درجات ويكون المريخ كذلك إلى أن تتباعد الشمس منه دون عشر درجات فإذا صارت هذه الكواكب الثلاثة إلى تمام هذه الدرجات فقد جازت الاحتراق وانتقلت إلى الحال الثالثة ويقال لها تحت الشعاع فقط ومن هناك تبتدئ في النهوض للتشريق وتصلح لأنها تعطي سنيها الكبرى والدستورية فلا تزال على حالها إلى أن يصير بين زحل والمشتري وبين الشمس خمس عشرة درجة وبين المريخ وبينها ثماني عشرة درجة فإذا بلغت تمام هذه الدرجات فقد تمت حالاتها الثلاثة ومن بعد ذلك تسمى مشرقة قوية التشريق ومن وقت مفارقتها الشمس إلى أن يصير لها هذه الدرجات في هذه الحالات الثلاث يقال لها بالفارسية كنارروزية وهذه الكواكب الثلاثة وإن كنا نسميها في هذا الوقت مشرقة فلسنا نعني بذلك أنها ترى في المشرق لأن بعضها ربما رئي في بعض الأقاليم قبل أن يتباعد من الشمس مقدار هذه الدرج وبعضها ربما رئي في هذا الوقت وبعضها ربما رئي بعد ذلك ولكنا إنما نعني بتشريقها أنها قد فارقت قوة جرم الشمس فإذا صارت إلى الدرج التي ذكرنا تنتقل إلى الحال الرابعة ويقال له نفس التشريق القوي والظهور والرؤية فلا تزال على حالها تلك إلى أن يكون بينها وبين الشمس ستين درجة وهو قدر درج التسديس وإلى الوقت الذي يكون بينهما مقدار هذه الدرج أقوى ما تكون في التشريق والدستورية والتيامن من الشمس فإذا جازت هذه الدرج تنتقل إلى الحال الخامسة وتسمى ضعيفة التشريق ويضعف تيامنها للشمس ودستوريتها ولا تزال كذلك إلى أن يصير بينها وبين الشمس تسعون درجة قدر درج التربيع ثم لا يقال لها بعد ذلك مشرقة لأن الشمس إذا طلعت وبينها وبين هذه الكواكب أكثر من قدر هذه الدرج زالت إلى الربع المغربي

مخ ۷۲۸