301

وأما عطارد فإنه في الفلك السادس وهو قصير الوتر قريب من الشمس كثير الرجوع والاحتراق والاختفاء فشبه في كثرة احتراقه ورجوعه وقربه من الشمس بالمرضى وضعفاء الأبدان الذين لا قوة لهم ويشبه في كثرة حركته واختلافحالاته بالخدم والأشقياء فصارت

له الدلالة على العلة والمرض والشقاء والعبودية وصارت للبيت السادس الدلالة على مثله

وأما القمر فإنه في الفلك السابع وهو كثير الاجتماع مع الشمس والاستقبال لها فصارت له الدلالة على النساء والتزويج والمصادقة والمطالبة وصارت للبيت السابع الدلالة على مثل ذلك وأما البيت الثامن فإنه ينسب دلالته إلى دلالة التي كانت لزحل قبل خروج المولود من بطن أمه وإلى طبيعته النحسة المفسدة المتلفة المميتة فسمي البيت الثامن بيت الموت

وأما البيت التاسع فسمي بيت السفر والنقلة والدين وأعمال البر لرجوعه إلى المشتري الدال على الحالة الثانية لأن المولود عند خروجه من بطن أمه ينتقل من مكان إلى مكان ومن حال إلى حال ومن طبيعة زحل إلى طبيعة المشتري فلذلك دل على السفر وكما أن المشتري سعد ودل من سعادة الدنيا على المال والغناء والثروة كما ذكرنا قبل وسعادة الآخرة تكون بالدين فلذلك دل على الدين وصار لهذا البيت مثل دلالته وأيضا فلأن المشتري والزهرة سعدان والسعادات على نوعين أحدهما سعادة الدنيا والثاني سعادة الآخرة وسعادة الآخرة أفضل من سعادة الدنيا وإنما يطلب ذلك بالدين والمشتري أسعد من الزهرة فلذلك صارت له الدلالة على الدين الذي به تطلب سعادات الآخرة التي هي أفضل وصارت للزهرة الدلالة على سعادات الدنيا من اللهو والسرور والفرح

وأما البيت العاشر فسمي بيت السلطان لرجوعه إلى المريخ الدال على طلب التسليط والرياسة والرئاسة والقهر والعز والحروب والقتال

مخ ۶۹۰