268

مدخل کبیر

ژانرونه

وقد رد قوم ما ذكرنا أول شيء من أقدار نظر درج البروج وقالوا إن كانت الأوائل إنما قصدت بدرج المناظرات التي تعد كل درج الفلك فإنه يجب أن يكون في المناظرات التخميس والتثمين والتتسيع والتعشير وغير ذلك لأن خمس درج الفلك اثنان وسبعون وهي تعد كل درج الفلك خمس مرات وثمن كل درج الفلك وتسعه وعشره كل واحد منها أيضا يعد كل درج الفلك مرات مختلفة على قدر نسبة كل واحد منهما لصاحبه فقلنا إنهم لم يقصدوا بالمناظرات قدر الدرج التي تعد كل درج الفلك فقط ولكنهم إنما جعلوا ذلك باتفاق تلك الأشياء الثلاثة لموضع واحد فإذا كان بعض النسب موجودا في بعضها ولم يوجد مثله في الاثنين الباقيين لم يجعل له من درج الفلك نسبة فخمس تلك الدرج وسائر ما ذكرتموه من الأجزاء وإن كانت تعد كل درج الفلك عدة مرات فإن عدد اثني عشر ليس له أجزاء مثله يعده لأنه إذا جزئ عدد من الأعداد ببعض الأجزاء فوقع فيه عند التجربة كسر فإن الفلاسفة وأصحاب العدد لا يعدونه جزءا لكل ذلك العدد وإنما يعد أجزاؤه العدد الذي لا يقع فيه كسر عند التجربة فلهذه العلة لم يجعل نسبة درج الفلك إلا قدر الأعداد والجهات التي ذكرناها قبل الفصل الرابع في البروج المتحابة والمتباغضة والمتعادية والمستوية الطلوع والمعوجة الطلوع والمطيعة بعضها لبعض وغير المطيعة

إن من البروج متحابة ومنها متباغضة ومنها متعادية ومنها ما هو مستقيم الطلوع ومنها ما هو معوج الطلوع ومنها ما يطيع بعضها لبعض ومنها غير ذلك

فأما البروج المتحابة فهي التي ينظر بعضها إلى بعض من التثليث والتسديس

وأما البروج المتباغضة فهي التي ينظر بعضها إلى بعض من التربيع

وأما المتعادية فهي التي ينظر بعضها إلى بعض من المقابلة

وأما المستقيمة الطلوع فهي التي تطلع منتصبة ويكون مطالع كل واحد منها أكثر من ثلاثين درجة وهي من أول السرطان إلى آخر القوس

وأما البروج المعوجة الطلوع فهي التي تطلع مضطجعة ويكون مطالع كل واحد منها أقل من ثلاثين درجة وهي من أول الجدي إلى آخر الجوزاء فالبروج المعوجة الطلوع تكون مطيعة للمستوية الطلوع ويدل على الاتفاق والمحبة وأدلها على ذلك إذا كانا يتناظران نظر مودة وذلك كالجوزاء فإنها مطيعة للأسد والأسد للجوزاء والثور للسرطان والسرطان للثور والثور والجدي للسنبلة والسنبلة لهما والعقرب للحوت والحوت للعقرب والقوس للدلو والدلو للقوس والجدي للعقرب والعقرب للجدي

مخ ۶۱۸