162

مدخل کبیر

ژانرونه

فأما ما يظهر من أفاعيلها في الأزمنة في البلدان فهو على جهتين إحداهما ما ينفرد به الكوكب والثاني ما يشارك فيه الشمس في فعله فأما الجهة التي ينفرد بها الكوكب فهو كزحل إذا استولى بالدلالة على السنة من غير نظر المريخ أو غيره من الكواكب إليه فإنه يفرط برد الشتاء في الترك وفي عامة المدن الباردة الشمالية فيهلك ما فيها من الحيوان والنبات وأوكد في البرد واليبس لأهل هذه الناحية إذا كان صاعدا من وسط فلك أوجه فأما البلدان المفرطة في الحر فإن في السنة التي يستولي عليها زحل بالدلالة ينقص حرارة هوائهم ويبرد ويطيب ويقوى أشخاص الحيوان والنبات ويعتدل مزاجها وأوكد لطيب هواؤهم واعتداله إذا كان زحل هابطا

فأما المريخ إذا استولى على السنة من غير نظر زحل أو غيره من الكواكب إليه فإنه في فصل الشتاء يقلل البرد في البلدان الباردة الشمالية ويسخن هواؤهم بزيادة الحر ويعتدل مزاج الحيوان والنبات فيها وقد يفعل بعض ذلك إذا كان المريخ وحده في فصل الشتاء في البروج الشمالية فأما البلدان الجنوبية فإنها في تلك السنة في الفصل الصيفي يفرط فيها الحر فيفسد مزاج الحيوان والنبات فيهلك من شدة الحر وقد يتغير هواؤهم بالحر إذا كان المريخ في الفصل الصيفي في البروج الجنوبية ولأنا ذكرنا فيما تقدم أن بانتقال الشمس في أرباع الفلك يكون انتقال الزمان وأن فصول السنة إنما تختلف عن فصول السنة الأخرى بمشاركة الكواكب للشمس فزحل إذا كان منها في الشتاء في بعض المزاجات من غير نظر المريخ أو غيره من الكواكب إليهما زاد في برد الشتاء وطوله وربما كثر فيه هبوب الرياح الشمالية المفرطة في البرد وكان فيه فساد الحيوان والنبات وخاصة في الناحية الشمالية وأوكد لذلك إذا كان زحل صاعدا وإذا كان كذلك من الشمس في الصيف نقص حر الهواء وزاد في برده وكان الصيف قصيرا وسيما إن كان زحل هابطا

مخ ۳۸۲