134

مدخل کبیر

ژانرونه

وقد ذكرنا مرارا كثيرة أن حركة الأجسام الأرضية إنما تكون بتحريك الأجرام السماوية لها ويتبين لنا قياس ذلك من أشياء كثيرة طبيعية موجودة تحرك بطبيعتها غيرها من الأجسام على بعد كثير منها من غير ملامسة كما نرى حجر المغناطيس يحرك الحديد ويجذبه إليه بطبعه وكما نرى النفط الأبيض يجذب النار إليه من بعد كثير ومثل الحجر الزيتوني الذي يجذبه الزيت ومثل حجر الخل الذي يجذبه الخل فهذه الأجسام التي ذكرناها نراها تفعل بطبعها في غيرها من الأجسام على بعد كثير الجذب والحركة علوا وسفلا ويمنة ويسرة فكذلك القمر في طبيعته أن يحرك ماء البحر المالح على بعده منه ومن طبيعة ذلك الماء أن يقبل الحركة من القمر أكثر من قبول المياه العذبة ثم يتحرك في وقت المد علوا من أسفل البحر إلى أعلاه

وقد يوجد أيضا للشمس أفاعيل مختلفة في كلية حالات البحار كلها في شدة أمواجها وكثرتها وهيجانها في بعض أوقات السنة وفي لين ذلك وسكونه في وقت آخر على قدر قرب مدارها منها أو بعدها عنها

مخ ۳۲۴