وقد ذكرنا مرارا كثيرة أن حركة الأجسام الأرضية إنما تكون بتحريك الأجرام السماوية لها ويتبين لنا قياس ذلك من أشياء كثيرة طبيعية موجودة تحرك بطبيعتها غيرها من الأجسام على بعد كثير منها من غير ملامسة كما نرى حجر المغناطيس يحرك الحديد ويجذبه إليه بطبعه وكما نرى النفط الأبيض يجذب النار إليه من بعد كثير ومثل الحجر الزيتوني الذي يجذبه الزيت ومثل حجر الخل الذي يجذبه الخل فهذه الأجسام التي ذكرناها نراها تفعل بطبعها في غيرها من الأجسام على بعد كثير الجذب والحركة علوا وسفلا ويمنة ويسرة فكذلك القمر في طبيعته أن يحرك ماء البحر المالح على بعده منه ومن طبيعة ذلك الماء أن يقبل الحركة من القمر أكثر من قبول المياه العذبة ثم يتحرك في وقت المد علوا من أسفل البحر إلى أعلاه
وقد يوجد أيضا للشمس أفاعيل مختلفة في كلية حالات البحار كلها في شدة أمواجها وكثرتها وهيجانها في بعض أوقات السنة وفي لين ذلك وسكونه في وقت آخر على قدر قرب مدارها منها أو بعدها عنها
مخ ۳۲۴