105

مدخل کبیر

ژانرونه

وقد نجد الأشياء ئنما إنما تكون وتفسد في المكان والمكان إنما يقبل التغيير من الأركان الأربعة بتغيير الزمان وانتقاله عليه والأزمنة إنما يكون تغييرها وانتقالها من حال إلى حال بحركة الشمس في البروج الاثني عشر فيجب إذن أن يكون ويفسد الأشياء بعلة مسير الشمس في البروج الاثني عشر لأن بسيرها في البروج يكون اختلاف الأزمان وباختلاف الأزمان يكون اختلاف الطبائع وباختلاف الطبائع يكون الكون والفساد بإذن الله

والأشياء التي تكون وتحدث في هذا العالم منها أشياء تكون في وقت معلوم من أوقات السنة ومنها ما تكون في كل أوقات السنة وأيامها فالأشياء التي تكون وتحدث في وقت معلوم من السنة فكما نجد زمان الربيع يحدث فيه من حال الهواء وكون كثير من الحيوان والشجر والأعشاب وولادة كثير من البهائم شيء لا يحدث في غيره من أرباع السنة وكذلك الصيف نجد فيه من الحر وتغيير الهواء والأبدان ونضج الثمار وكون أشياء وفساد أشياء لا نجده في غيره من الأرباع السنة وكذلك الخريف والشتاء نجد لكل ربع كونا وفسادا لشيء لا يكون في غيره من أرباع السنة وذلك كما نرى الفواكه والثمار والأعشاب وكثير من النبات الذي يكون في الربيع يفسد في الخريف والذي يكون في الصيف يفسد في الشتاء ونجد كل فصل من فصول السنة الأربعة إنما يكون إذا كانت الشمس في ربع من أرباع الفلك فظاهر بين أن تلك الأشياء التي تكون وتفسد في أرباع السنة إنما هي لعلة كون الشمس في تلك الأرباع ولأنا نجد الشمس في كل سنة من السنين إذا كانت في ذلك الربع لا يكون حال الهواء والحر والبرد والنبات وسائر الأشياء على مثل ما كان عليه قبلها من السنين ولا يكون على ما بعدها من السنين المستقبلة بل يكون مختلفا إلى الزيادة والنقصان فعلمنا أن ذلك الاختلاف إنما هو لمقارنة الكواكب للشمس ولو كانت الشمس وحدها علة الهواء والأزمنة لكان كل ربيع مثل غيره من الربيع وكان كل شيء مثل غيره وكان يكون فصول كل سنة مثل فصول غيرها من السنين فإذن للكواكب شركة مع الشمس في الدلالة على الكون والفساد

مخ ۲۵۸