ومن ذلك النمودار وقد يظن به كثير من المنجمين أنه يخرج به درجة طالع المولود بعينها وذلك خطأ وقد بينت ذلك في كتابي في النمودارات وإنما يخرج به أولى درج الفلك في ذلك الوقت بالمولود بعد درجة الطالع على المجرى الطبيعي وقد يتفق على الأكثر أن يخرج به درجة الطالع ومعرفة ذلك أن تنظر إلى جزء الاجتماع أو جزء الاستقبال الذي كان قبل المولد فإن كان الاجتماع الذي قبل المولد أقرب إلى المولد من الاستقبال الذي قد جاز فإن ذلك المولد يقال له اجتماعي وإن كان الاستقبال أقرب إلى وقت المولد من الاجتماع فإن المولد استقبالي ولأن جزء الاجتماع هو الجزء الذي يجتمع فيه النيران لا يحتاج فيه إلى بحث فأما جزء الاستقبال فلأن النيرين كل واحد منهما في جزء تحتاج أن يعلم أي الجزأين يعني بجزء الاستقبال وقد قال بطلميوس إن جزء النير الذي فوق الأرض هو جزء الاستقبال وقد قال بعض العلماء إن تهيأ للاستقبال أن يكون أحد النيرين في جزء المشرق والآخر في جزء المغرب فجزء الاستقبال جزء المشرق وقال واليس إن جزء الاستقبال هو الجزء الذي فيه الامتلاء يعني جزء القمر ولأن هذا العمل لبطلميوس ينبغي أن يرجع فيه إلى قوله قال فإذا صح جزء الاجتماع أو جزء الاستقبال يجري الطالع بالتقريب والأوتاد الأربعة في وقت المولد ثم تنظر إلى جزء الاجتماع أو الاستقبال الذي كان قبل المولد أي الكواكب أحظ فيه وأغلب عليه بكثرة الحظوظ فقوم الكوكب لوقت المولد ثم انظر درج الكوكب في برجه إلى درج العاشر أقرب أو إلى درج الطالع فإلى أيهما كان أقرب فاجعل ذلك الوتد مثل درج الكوكب ودقائقه وأقم البيوت الاثني عشر عليه قال بطلميوس فإن استوى في الاستيلاء على ذلك الجزء أكثر من كوكب صيرت ذلك الكوكب صاحب الحيز وإن استويا في ذلك صيرت ذلك لأسرعهما تغيرا عن حاله إلى ما هو أفضل منه
مخ ۱۱۰