73

سروركم بنا وترحيبكم لنا واجتماعكم علينا أمر لا يستغرب. أنتم لنا ونحن لكم. وإنني لم أغفل كلمة مما جاء به خطباؤكم. ووطنيتكم أمر لا يخفى على الكون كله. وضالتكم المنشودة هي عبارة عن حقكم الذي تطلبونه. ويمكنني أن أقول بأن الله لا يترككم هكذا، وإني أقول لكم بأنه إذا جاء الوقت لاستعمال ما تستعمله الأمم من القوة، عند ذلك تثبتون بأنكم وجدتم ضعفاء، ولكن لا تموتوا بلا شرف.

فلا أريد منكم إلا السمع والطاعة. وما جاء بي إلا حميتي وما تحمله والدي من العبء الثقيل. ولو كان لي سبعون نفسا بذلتها في سبيل الأمة، لما عددت نفسي أني فعلت شيئا.

كونوا على ثقة بأننا نبذل الأنفس والأموال لأجل الوطن ...

وقد قابلني في مقدمة الناس مستر كركبرايد ببزته العسكرية، وكان يومئذ يمثل بريطانيا بعمان، فحياني - وهو كركبرايد الصغير، الأخ الأصغر لصديقي المعتمد الحاضر - فكان يوما مشهودا.

وبعد الدخول جرى احتلال المنطقة الأردنية بكاملها. وكانت تصدر الأوامر من عمان. وكان الناس في فترة لا يزور أحد أحدا، فالبلقاء للبلقاء وعجلون ولواؤها لعجلون وأهله، والكرك والطفيلة كذلك. فجمعنا كل هذه الأقطار، ووحدناها وزال الخلاف بينها.

ثم تلقيت برقية من جلالة الوالد يقول فيها:

إن وزير المستعمرات البريطانية المستر تشرشل موجود بالقدس، وربما طلب زيارة وادي موسى أو رغب في أن يدعوك إلى القدس ليراك، فإذا كان أحد الشقين من رغباته فأتم ذلك بكل إكرام ورعاية.

إلى القدس لمقابلة مستر تشرشل

ثم تلقيت مذكرة من السر هربرت صمويل، المندوب السامي البريطاني بالقدس، يدعوني فيها لزيارة القدس ومقابلة وزير المستعمرات، فأجبت الدعوة، وتعين اليوم.

ولما وصلت إلى السلط، وجدت هناك الكولونيل لورنس ومعه أحد قواد قوة الطيران البريطانية، لمقابلتي والذهاب معي إلى القدس. وتعشيا معي بحفل كبير في بيت الوجيه يوسف السكر، وبالليل أخبرني بملخص ما يريد قوله وزير المستعمرات لي من عدم إمكان رجوع الملك فيصل إلى سوريا، إلى غير ذلك مما سأثبته في المتن بعد هذا.

ناپیژندل شوی مخ