حملتني قدمان ثابتتان إلى باب بيته، وضغطت يدي الواثقة على الجرس. وابتسم ابتسامة عريضة تنم عن الرضى والانتصار، وقال: كنت أظن أنك لن تأتي. - لماذا؟ - كنت أظن أنك لا تثقين في بعد. - أنا لا أثق فيك بعد.
وجلست. فجأة جلس إلى جواري حتى كادت ساقه تلمس ساقي، فقمت وجلست أمامه.
قال وعلى وجهه ابتسامة ماكرة: لما لا تجلسين إلى جواري؟
قلت وأنا أنظر مباشرة إلى عينيه: أفضل أن أجلس أمامك. - لماذا؟ - لأرى عينيك.
وسكت وضبطت نظراته وهي تهرب بعيدا عن عيني، وفكر لحظة ثم نهض ودخل إلى إحدى الغرف وعاد ومعه زجاجة طويلة وأفرغ كأسا.
قلت له: ما هذا؟
قال: إن عقلك حاد كالسيف!
ونظر إلى ساقي في شراهة وقال: أريد أن أتخلص من عقلك هذا!
عقلي حاد كالسيف! يريد أن يتخلص من عقلي! لماذا؟! هل هي معركة؟ ما الذي يريده هذا الرجل؟
ورأيته يبتسم ابتسامة غريبة، ودققت النظر إلى ابتسامته فشعرت أنه يستعد لمعركة يريد أن يكون هو الفائز فيها.
ناپیژندل شوی مخ