هل يمكن للمجتمع أن يصدق أنني أتأمل جسد الرجل وأشرحه وأمزقه دون أن أشعر أنه رجل؟
ومن هو المجتمع؟ أليس هو رجالا مثل أخي ربته أمه منذ طفولته على أنه إله؟ أليس هو نساء مثل أمي ضعيفات عاطلات؟
كيف يمكن لهؤلاء أن يصدقوا أن هناك امرأة لا تعرف عن الرجل شيئا سوى أنه عضلات وشرايين وأعصاب وعظام؟
جسد الرجل! ذلك الشيء الرهيب الذي تخيف به الأمهات البنات الصغار، فيحترقن بنار المطبخ لأجل إشباعه، ويحلمن بشبحه الليل والنهار! ها هو الرجل ملقى أمامي عاريا قبيحا ممزقا.
لم أتصور أن الحياة سوف تكذب لي أمي بهذه السرعة، أو تنتقم لي من الرجل على هذا النحو. ذلك الرجل الكئيب الذي نظر إلى نهدي يوما ولم ير من كياني شيئا سواهما.
ها أنا ذي أرد سهامه إلى صدره.
ها أنا ذي أنظر إلى جسده العاري وأشعر بالغثيان.
ها أنا ذي أهوي عليه بمشرطي فأمزقه إربا.
أهذا هو جسد الرجل؟!
يغطيه الشعر من الخارج ويمتلئ من الداخل بالعفونات؟ يعوم مخه في سائل أبيض لزج ويغرق قلبه في دم أحمر غليظ؟
ناپیژندل شوی مخ