إلى رئيس الوزراء
كان من الطبيعي بعد عودتنا من المؤتمر، أن نبذل الجهود من أجل تطبيق هذه القرارات على حياتنا العامة، ولذلك فقد أرسلت باعتباري رئيسة للاتحاد خطابا إلى دولة رئيس الوزراء، ألفت فيه نظر دولته إلى ما جاء في هذه القرارات خاصا بمساواة الجنسين من الوجهة الأخلاقية وبمنع تعدد الزوجات وبحقوق المرأة السياسية.
وقلت في هذا الخطاب أنه فيما يتعلق بالقرار الخاص بالناحية الأخلاقية، فقد علمنا أن الحكومة مهتمة بتنفيذ التقرير الذي قدمته اللجنة الخاصة ببحث مسألة إلغاء البغاء الرسمي في البلاد، وبقاء تعدد الزوجات، فضلا عن كونه يسيء إلى سمعتنا الأدبية أمام العالم المتمدين ، فإن له تأثيره المؤلم في الحياة العائلية والاجتماعية، وهو في الحقيقة يخالف روح الشريعة التي لم تسمح به إلا تحت شروط يستحيل تحقيقها.
وفيما يختص بحقوق المرأة، فقد سجل المؤتمر عقيدته الراسخة في أنه لا يتحقق أي نظام حكومي بصفة دائمة ما لم يراع فيه هناءة المرأة والطفل، وما لم يعمل على الاستفادة من مواهب المرأة.
منشور إلى نواب الأمة
كذلك فقد وجهنا منشورا إلى نواب الأمة تحت هذا الشعار «أنصفوا المرأة تسعد الأمة»، وطالبنا فيه بتحقيق مطالب المرأة المشروعة، وهي: منع تعدد الزوجات لغير الضرورة، ومنع فوضى الطلاق، وإلغاء قضايا الطاعة، ومد أجل الحضانة للولد حتى يبلغ وللبنت حتى تتزوج، وتحديد سن الزواج.
زواج حورية إدريس
كانت الآنسة حورية إدريس (ابنة خالي) ضمن أعضاء وفد الاتحاد النسائي المصري الذي اشترك في المؤتمر الدولي الرابع عشر في إسطنبول، ولم تكن تركيا غريبة بالنسبة لنا، فإن والدتي تنحدر أصلا منها، وقد تعددت زياراتي لها، كما أسلفت في مستهل هذه المذكرات.
وكان من بين الهيئات التي قامت بتكريمنا هناك سفارتنا المصرية، وكان ضمن أعضاء السفارة سكرتير أول هو الأستاذ «حسن شفيق» ابن أحمد شفيق باشا، الذي كان رئيسا لديوان الخديوي، وهو رجل فاضل خدم وطنه حقبة طويلة من الزمن، وكتب تاريخ مصر في ثلاثة مجلدات سماها «مذكراتي في نصف قرن».
وقد نشأت بين حسن وحورية ألفة خلال الفترة القصيرة التي أمضيناها في إسطنبول، وما إن انتهينا من المؤتمر وعدنا إلى مصر، حتى عاد هو الآخر وطلب يد حورية مني، فوافقت على هذا الزواج، وأقمت لهما احتفالا لطيفا بمناسبة عقد قرانهما في منزلي بالرمل في 11 أغسطس 1935، وقد حضر هذا الحفل لفيف من الأهل والأصدقاء المقربين الذين كانوا يقضون الصيف بالإسكندرية.
ناپیژندل شوی مخ