وقد تحدثت في حفل التكريم، فقلت: باسم جمعية الاتحاد النسائي المصري، أرحب بحضراتكم وأتقدم إليكم بخالص الشكر لتنازلكم بتلبية دعوتنا ومشاطرتنا أفراحنا في هذا اليوم الذي نعتبره من أسعد أيام الاتحاد وأبركها.
فقد أتيح لجمعيتنا فيه أن تفتح موسم حفلات هذا العام بتكريم سرب من فضليات بناتنا حققن بنبوغهن آمالنا، برزن زرافات في ميادين العلم والعمل، فعززن نهضتنا ورفعن رءوسنا بين نساء العالم المتمدين، فأضفن بذلك قوة إلى قوتنا في جهادنا للحق والحرية.
كلمة علوبة باشا
وكانت بعد ذلك كلمة سعادة الأستاذ محمد علي علوبة باشا في تقديم الآنسة نعيمة الأيوبي المحامية؛ حيث قدم لها روب المحاماة هدية من الاتحاد النسائي، ثم قال: والآن يا حضرة الزميلة قد تفضل الاتحاد النسائي وأهداك هذا الثوب، وقد كان قبل أن يصير روبا له قيمة قطعة من القماش لا قيمة لها، والآن رداء المحاماة، رداء الشرف والعدل، هو رداء الشهامة، هذا الرداء قد أهداه الاتحاد فصونيه، واعلمي أن هذا الاتحاد يعطيك هذا الثوب طاهرا نقيا، فاحفظيه طاهرا نقيا.
وقام الدكتور سامي كمال بتقديم الدفعة الأولى من خريجات الطب وهن الآنسة هيلين سيدارس، والسيدة توحيدة عبد الرحمن، والآنسة كوكب حفني ناصف، وقد اعتذرت الأولى لانشغالها بالعمل، والثانية لوجودها بالصعيد.
وقال: من ذكر الآنسة كوكب حفني ناصف، فقد ذكر معنى من معاني مصر الحديثة، فلا يجهل أحد فضل حفني ناصف على اللغة والآداب، وفضل باحثة البادية ملك التي ترفرف روحها على هذا البناء في هذه الساعة وسترفرف بجناحيها على هذا الوادي كلما فكرت المرأة في النهوض والرقي.
د. طه حسين والمؤامرة
وقدم الدكتور طه حسين تلميذاته خريجات كلية الآداب: سهير القلماوي وفاطمة فهمي خليل وزهيرة عبد العزيز وفاطمة سالم، وقال في كلمته: أظن أن موقفي الآن، ولست من الرجال الرسميين، يسمح لي بأن أكشف لحضراتكم عن مؤامرة خطيرة جدا حدثت منذ أعوام وكان قوامها جماعة من الجامعيين، فقد ائتمر الجامعيون وقرروا فيما بينهم أن يخدعوا الحكومة وأن يختلسوا منها حقا اختلاسا لا ينبئونها به ولا يشاورونها فيه، وهو الإذن للفتيات بالتعليم العالي في الجامعة المصرية. وأؤكد لكم أيها السادة أنه لولا هذه المؤامرة التي اشترك فيها الجامعيون وبنوع خاص أحمد لطفي السيد باشا وعلي إبراهيم باشا وهذا الذي يتحدث إليكم، لولا هذه المؤامرة التي دبرناها سرا في غرفة محكمة الإغلاق لما أتيح لنا ولا للاتحاد النسائي أن أقدم إليكم الآن محامية مصرية وأديبات مصريات؛ اتفق هؤلاء الثلاثة فيما بينهم أن يضعوا وزارة المعارف أمام الأمر الواقع، وكان القانون الأساسي في الجامعة يبيح دخول المصريين، وهو وإن كان لفظا مذكرا ينطبق على المصريين والمصريات. وعلى ذلك ائتمرنا على أن تقبل الفتيات إذا تقدمن إلى الجامعة، وفعلا تقدم هؤلاء الفتيات فقبلناهن ولم نحدث أحدا بذلك، حتى إذا تم الأمر وأصبح لهن حق مكتسب في الجامعة، علمت الوزارة أن الفتيات دخلن الجامعة!
كلمة فؤاد أباظة
ثم وقف فؤاد باشا أباظة، فقدم الآنسة لطفية النادي أول طيارة مصرية، وأشاد بجرأتها وشجاعتها، وعرج على ما ينتظر الطيران في مصر من مستقبل، ثم قدم للآنسة باقة من الزهور باسم الجمعية.
ناپیژندل شوی مخ