فباسم العدالة والإنسانية نرفع لدولتكم احتجاجنا هذا، ولعلكم تفطنون إلى أن مثل هذه التصرفات لا تربح منها الحكومة شيئا، سوى نفور الأمة وزيادة انحرافها عنها، وليس هذا من الحكمة السياسية في شيء.»
كذلك فقد قمت بزيارة بيت الأمة، وقابلت أم المصريين، وعبرت لها عن مشاعر المشاركة، وفي اليوم التالي كررت الزيارة مع نحو ستين سيدة في سياراتهن، وتعالت الهتافات بحياة دستور 1923، وحياة الزعيمين المؤتلفين مصطفى النحاس باشا ومحمد محمود باشا، وسقوط الانتخابات، وكانت هذه المظاهرة مفاجأة لوزارة الداخلية التي حاصرت السيارات، ثم أفرجت عنها واحدة بعد الأخرى، على أن تسير كل سيارة في اتجاه مخالف.
رفقا بالأطفال
وقد هالنا فيما بعد ما اتصل بنا من أخبار تعدي رجال البوليس على الأطفال الصغار الذين تجمعوا في شوارع القاهرة لمشاهدة مواكب السيدات، وأصدرنا احتجاجا باسم الإنسانية والقانون ضد هذه التصرفات التي لا مبرر لها إلا نشر الرهبة والفزع بين كل طبقات الأمة.
كذلك فقد احتجت الهيئات النسائية في مصر على هدم الدستور، واستمرار وزارة صدقي باشا في نشر سياسة الطغيان والإرهاب في البلاد، وأعلنا مقاطعة الانتخابات.
وقد امتدت المظاهرات إلى كل أنحاء البلاد، لدرجة إلقاء القبض على الأطفال في بني سويف، وتصدى البوليس لمظاهرة النساء في بور سعيد، ما أدى إلى جرح ثلاثين عسكريا.
غاندي في مصر
كان الزعيم الهندي المهاتما غاندي عائدا من لندن إلى الهند بعد حضوره مؤتمر المائدة المستديرة في ديسمبر 1931، وكان المفروض أن ترسو الباخرة في السويس، وهذا يتيح له زيارة القاهرة، ولكن السلطات البريطانية غيرت هذا الترتيب؛ بحيث ترسو الباخرة في بورسعيد فلا يتمكن من القيام بهذه الزيارة، وبخاصة أنها كانت تعلم مكانة غاندي في قلوب المصريين وإعجاب سعد باشا به، وكان أن فكرت الهيئات في إرسال وفود عنها لتحيته والتعبير عن مشاعر المصريين نحوه، وقد سافر محمود فهمي النقراشي باشا مندوبا عن الوفد وهو أحد الأعضاء البارزين فيه، والآنسة سيز نبراوي مندوبة الاتحاد النسائي، وقد طلبت منه سيزا أن يوجه كلمة للسيدات المصريات، فكتب بالإنجليزية ما نورد ترجمته بالعربية:
أرجو أن تلعب الأخت المصرية الدور نفسه الذي تلعبه أخواتها الهنديات في حركة تحرير أراضيهم المحترمة؛ لأنني أعتقد أن عدم القسوة هو امتياز المرأة.
محاضرات الاتحاد النسائي
ناپیژندل شوی مخ