192

مذکرات هدی شعراوي

مذكرات هدى شعراوي

ژانرونه

مؤتمر برلين

وكان من المقرر أن يعقد مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي اجتماعه السنوي الخامس والعشرين في شهر يونيو في مدينة برلين، وقد تعودت المرأة المصرية منذ شاركت في مؤتمر روما عام 1923 أن تحضر هذه المؤتمرات دوريا، وأن تشارك فيها بالدراسة والمناقشة، وكان الغرض من عقد مؤتمر برلين «السعي لتحرير نساء جميع الأمم بتوسيع نطاق حق تصويت المرأة وإصلاح أمور أخرى لا بد منها لإيجاد مساواة حقيقية في الحريات والحالات بين الرجال والنساء، وتعليم النساء ليتمكن من زيادة تنورهن في الحياة العامة».

وكان الاتحاد النسائي الدولي قد ازدهر في هذه الفترة، فبعد أن كان يضم في البداية عددا قليلا من الدول، كبر شأنه واتسع نطاقه وصارت له فروع في 45 قطرا من أقطار العالم، وجدير بالذكر أن اللجنة العاملة للمؤتمر كانت تضم اثنتي عشرة سيدة من اثني عشر قطرا من أوروبا وأمريكا ومصر، فلم يكن بين هذه الأقطار أي قطر شرقي آخر غير مصر.

وقد عقد المؤتمر في 17 يونيو 1929، وبلغ عدد أعضائه 500 عضو، وكان هناك من بين الدول المشتركة فيه 25 دولة قد منحت النساء حق الانتخاب.

وكان المؤتمر وأعضاؤه موضع عناية تامة من الشعب الألماني والحكومة الألمانية ... وقد اشترك وخطب فيه كبار رجال الدولة من وزراء وحكام وسياسيين. وإذا عرفنا أن 55 في المئة من نساء ألمانيا يشاركن الرجال في الأعمال، فإننا نستطيع أن ندرك من خلال ذلك مدى اهتمام الشعب الألماني بالجمعيات والمؤتمرات النسوية.

وقد ألقى الهر سفرنج وزير الداخلية خطبة الافتتاح، وكان مما جاء فيها: لو كان للنساء حق الانتخاب قبل سنة 1914 لما اندلعت الحرب وأنزلت الخراب بالعالم؛ لأن النساء قد يقدرن مخاطر الحرب ويألمن من عواقبها أكثر من الرجال، فبواسطتهن سيتحقق حلم الإنسانية الرامي إلى نشر السلم والإخاء بين الأمم، وعلينا ألا ننسى أن المرأة هي رئة الأمة، منها يدخل الهواء النقي المنعش لسائر أعضاء الجسم.

وقد أتيح لنا أثناء إقامتنا في برلين زيارة المستوصفات وملاجئ الأطفال وجمعيات رعاية الأمهات، وقد درسنا نظام تلك النشاطات الاجتماعية التي تمت وازدهرت في ألمانيا أكثر من سواها، وكان يتولى إرشاد الأعضاء في هذه الزيارة طائفة من سيدات الطبقة الراقية في برلين.

وإذا كان الوفد النسائي المصري قد استطاع أن يحقق فوائد أدبية كثيرة في هذا المؤتمر، فلا جدال في أن فوزه الأكبر كان في حمل المؤتمر على إقرار الاقتراح التالي:

جهودنا لإلغاء الامتيازات

نظرا؛ لأن نظام الامتيازات لا يدع للسلطات المصرية أية سيطرة على منازل البغاء الأجنبية، كما أنه لا يدع لها أية سلطة لمراقبة تجارة المواد المخدرة التي تفتك بالشرق فتكا ذريعا.

ناپیژندل شوی مخ