مذکرات هدی شعراوي

هدی شعراوی d. 1367 AH
135

مذکرات هدی شعراوي

مذكرات هدى شعراوي

ژانرونه

وحتى تبدو أبعاد الصورة واضحة في ذلك الوقت، فإنني أسجل هنا تلك التحية التي وجهها الأستاذ فكري أباظة إلى الجنس اللطيف في شخصي وقد نشرت في جريدة «السياسة» في نوفمبر 1924.

يقول الأستاذ فكري أباظة:

سيدتي هدى شعراوي

أحييك ثم أهنئك: أما «التحية» فلجمالك الوطني، وجلالك القومي ، وأما «التهنئة» فلأن «دولة الرجال» في عالم الجهاد قد دالت وقامت على أنقاضها «دولة النساء».

كنت خصما «للجنس اللطيف» لما كان الجنس اللطيف لا يفكر إلا في الأزياء الجديدة والألوان العديدة، وأما اليوم وقد تظاهر للسودان قبل أن يتظاهر الرجال، وأما اليوم وقد احتج على بلاغ السودان قبل أن يحتج الرجال، وأما اليوم وقد استأنف الجهاد بعد الفشل، والرجال غرقى في بحار الفشل ... فقد حق علي أن أعتذر، وقد حق علي أن أستغفر وأن أتوب.

سيدتي ... كان الجنس اللطيف فيما مضى مختصا بتدبير المنزل في الداخل، وكان علينا نحن الرجال تدبير الأمر في الخارج. أما اليوم يا سيدتي فسنعكس الموقف.

اهتمي أنت وجنسك اللطيف بالسودان وبلاغ السودان وتصريحات ماكدونالد عن السودان وتحقيقات السودان ومحاكمات السودان ومظالم السودان وسجون السودان، اتركي لنا - نحن الرجال - «تدبير المنزل»، فعلينا «الغسيل» و«العجين» و«ترضيع الأطفال» و«مسح السلالم» و«توضيب الأولاد» و«تخزين السمن». وعلى العموم سندير المنزل ونحن جلوس «على الشلت» حتى إذا عاد الجنس اللطيف من جهاده مع العدو الغاصب، قابلناه «بالزغاريد» ووجد كل شيء على أحسن حال؟!

سيدتي هدى ... لا والله ما قصرنا ... وإنما نحن هذه الأيام مشغولون، عندنا أمام محكمة الجنايات قضايا اللواء والسياسة والكشكول، وعندنا في دوائر الحكومات تعيينات وترقيات لأولادنا وأحبابنا وأبنائنا، وتشفيات وانتقامات ورفتيات وإحالات لأعدائنا وأشباه أعدائنا، وعندنا «النادي السعدي» نسعى في إعداده وتأثيثه قبل انعقاد البرلمان.

والنادي السعدي مشغولية كبيرة: فأودة الاستقبال القطيفة المشجرة لا نجد للآن لها «بساطا» أو «سجادة عجمي» توافقها، وأودة «اللعب» لا يزال عليها نزال ونضال ... وأودة السكرتارية ينقصها ضرب الحيطان بالزيت ... والبوفيه لم ترد إليه الأصناف بعد من «اسكتلندا» و«ملقا» و«ألمانيا» ... ألسنا معذورين إذا تأخرنا قليلا في مسألة السودان وبلاغ السودان و«بلادي» السودان!

سيدتي هدى فتح «الوفد» باب الاكتتاب لضحايا السودان من نصف عام، فجمع حتى الآن مئة جنيه وكسورا، وفتح في الوقت نفسه باب الاكتتاب «لنادي سعد» فجمع في «لحظة» لنادي سعد ثمانية عشر ألفا من الجنيهات، ولو عملنا النسبة الحسابية لكانت النتيجة ما يأتي:

ناپیژندل شوی مخ