والدليل على أن المذكر قَبْلَ المؤنث أنك تقول: قائم وقائمة وقاعدٌ وقاعدة، وجالس وجالسة، فتجد هذا التأنيث فيه مزيدًا على التذكير، فالمزيد عليه هو الأصلُ، وتقول- إذا رأيت شيئًا من بُعدٍ، فلم تدرِ ما هو؟ -: هو شخصٌ، هو شيءٌ، فإذا حصَّلت معرفته قلت: امرأةٌ. دابة، أو ما أشبه ذلك.
وأما هِند ودَعْد وجُمل ونُعمٌ فإن الذين منعوها الإجراء احتجوا بأن الأمرين اللذين يُوجبان الثِّقَلَ اجتمعا فيها، وهما التعريفُ والتأنيثُ.
والذين أجروها احتجوا بأنها خفيفة؛ إذْ كانت على ثلاثة أحرف وقد سمت العرب بها فأكثرت، وشببت بها الشعراء حتى صارت عندهم
1 / 115