بشبهه الفعل كُلَّ ما يجبُ له من حقِّ الأسماء، فكرهوا أن يخفضوه، فيقولوا: مررت بزينبِ ونوارِ، فيُشبِهُ المضاف إلى المكلم؛ كقولك: مررت بغلام يا رجل، ونظرت إلى دارِ يا فتى، وهذا الذي ذهب إليه الفراءُ هو مذهب أبي جعفر الرؤاسيِّ. فأما هندٌ ودعدٌ وجُمل ونُعمٌ فإن للعرب فيها مذهبين: منهم من لا يُجريها ومنهم من يُجريها، فمن لم يُجرها قال: قامت هندُ ودعدُ وجُملُ ونُعمُ، وأكرمت هندَ ودعدَ وجُملَ ونُعمَ، ومررت بهندَ ودعدَ وجُملَ ونُعمَ، ومن أجراها قال: قامت هندٌ ودعدٌ وجمُلٌ ونُعمٌ، وأكرمت هندا ودعدًا وجُملًا ونُعما، ومررت بهندٍ ودعدٍ وجُملٍ ونُعمٍ.
أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى لكثير:
فطورا أكُرُّ الطرفَ نحو تِهامةٍ ... وطورًا أكُرُّ الطرف كرًا إلى نجد
فأبكي على هندٍ إذا هي فارقتْ ... وأبكي إذا فارقتُ هندًا إلى دعدِ
1 / 111