============================================================
قصة المدونة مدونة أبي غانم كتاب فقه جمع فيه آراء سبعة من كبار تلاميذ الإمام اي عبيدة مسلم بن أبي كريمة، وأكثر من روى عنهم ابن عيد العزيز وأبو المؤرج وقد ذكر أسماء من روى عنه مباشرة أو بواسطة بقوله: "سألت الربيع وأبا المهاجر وأبا المؤرج وأبا سعيد عبد الله بن عبد العزيز وأبا غسان مخلد بن العمرد وأبا أيوب وحاتم بن منصور، فمنهم من سألته مشافهة، ومنهم من آخبرني عنه من سألهم مشافهة"(1).
من هذه المصادر، وهذا المنهج دون أبو غانم كتابه، وجمع مادته من رجال كان على ثقة بهم أمانة وضبطا.
وتذكر المصادر التاريخية أن المدونة كانت لدى المشارقة كتابا على قدر كبير من الأهمية، وكان أبو غانم ضنينا بها، وقد احتفظ بها لنفسه، و لعله كان يهدف إلى تنقيحها وضبط مسائلها قبل نشرها، لأن الأحكام الفقهية أمانة يتحمل المفني مسؤوليتها بين يدي الله.
ثم جاء أبو غانم بكتابه إلى بلاد المغرب في رحلته إلى تاهرت، وفي حبل نفوسة لقي عمروس بن فتح فاستودعه نسخة منها، ودفع الحرص عمروسا فتفرغ لاستنساخها دون إذن أبي غانم.
ويذكر الدرجيي أنه استأذنه فلم يأذن له، وريما كان ذلك حرصا من أبي غانم على مراجعة الكتاب وتنقيحه قبل أن ينتشر بين أيدي الناس.
وانطلق عمروس في مشروع النسخ دائبا لا يتوانى، وكانت أخته (1) - المدونة الكبرى، ج1، باب الصلاة والتكبير والركوع والسجود، ص139.
40
مخ ۵۱