============================================================
وأدركوا معاني التنزيل(4).
ويؤكد ذلك في إحدى رسائله أنه يقتفي آثار الصحابة ولا يعدو مواقع أقدامهم "فالحق علينا وطء أقدامهم واتباع آثارهم، واعلم أنه لم يهلك قوم قط حتى نازع الآخر الأول في العلم"(2).
اما مصطلح الرأي فلم يكن أول الأمر محدد المعالم ككثير من مصطلحات علم الأصول.
وكان مفهوم الرأي واسعا تندرج تحته أصول عدة، فشمل القياس والاستحسان والمصالح المرسلة وغير ذلك، بل يضاف إليه أيضا الاجماع والاجتهاد، اللذين كان يعبر عنهما أوائل الاباضية بالرأي، لأهما يستمدان منه.
وقد ثبت عن جابر قوله بالرأي في مسائل عديدة، وما كان ينكر الا الرأي الذي يخالف الأثر، ويفضل اجتهاد الصحابة على من بعدهم لعلة التي أوضحها، وهي مصاحبتهم للرسول ومشاهدقم للتنزيل. وإذا خلت المسألة من نص أو أثر فسح حينئذ للرأي بحاله وسمعت كلمته.
ولكن أبا عبيدة مسلم بن أبي كريمة، تلميذ جابر وردت عنه مواقف متشددة من الرأي عموما ومن القياس على وجه التحديد، واعتبره قولا بخلاف الكتاب والسنة والآثار. وأيده في هذا الاتحاه تلميذه محبوب بن الرحيل، وقال: "ليس في دين المسلمين قياس، إنما هو كتاب الله وسنة ر سول الله وآثار المسلمين، ثتبع ويؤخذ بها، ويقتدى بهما. وكان أبو عبيدة يقول: من ذهب في القياس ذهب في الدمار" (3).
وكان يعتبر القياس جدالا بخلاف الكتاب والسنة، وأن "كل قوم (1)- جابر بن زيد، رسائل حابر، 42._ 49 ,608166 . 16002208.
(2- حابر بن زيد، رسائل جابر، 42.
(3) - العوتي، الضياء، 3: 26. -علماء عمان، السير والجوابات، ]: 301..
_45
مخ ۴۷