فانه انما قدم الاناث على الذكور ، مع تقدمهم عليهن ، لانه ذكر البلاء في آخر الاية الاولى ، وكفران الانسان بنسيانه الرحمة السابقة عنده.
ثم عقب ذلك بذكر ملكه ومشيئته ، وذكر قسمة الاولاد فقدم الاناث ، لأن سياق الكلام انه فاعل ما يشاء لا ما يشاؤه الانسان ، فكان ذكر الاناث اللاتي هن من جملة ما لا يشاؤه الانسان غالبا ، لا سيما العرب الجاهلية ، لانهم ( إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا ، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ). ( وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ).
ولا يختاره أهم ، والاهم واجب التقديم ، وليلى الجنس الذي كانت العرب تعده بلاء ذكر البلاء ، ولما اخر ذكر
الذكور وهم احقاء بالتقديم تدارك ذلك بتعريفه اياهم ، لان التعريف تنويه بالذكر ، كأنه قال : ويهب لمن يشاء الفرسان الاعلام المذكورين ، الذين لا يخفون عليكم .
ثم اعطى بعد ذلك كلا الجنسين حقه من التقديم والتأخير ، وعرف ان تقديم الاناث لم يكن لتقدمهن ولكن لمقتض آخر ، فقال : ذكرانا واناثا وهذه دقائق. لطيفة ، قل من يتنبه لها او يعثر على رموزها
والعاشر : الاحتراس في الدعاء ، لئلا يتوهم ان الغرق لعمومه ، شمل من لا يستحق الهلاك ، فان علمه تعالى يمنع من أن يدعوا على غير مستحق.
قال في الباب الثامن : واما بالتكميل ويسمى الاحتراس أيضا ، لان الاحتراس هو التوقي ، والاحتراز عن الشيء وفيه ، توق عن ايهام
مخ ۸۹