398

وهي قوله تعالى : ( أعهد ) فى سورة يس ، فالتزم بذلك (و) قال : (انه) لا ينافي القول : بكون القرآن فصيحا ، اذ (لا يخرج الكلام المشتمل على كلمة غير فصيحه ، عن الفصاحة).

ومنشأ توهمه السخيف : انه قاس المقام بالكلام العربى ، المشتمل على كلمة غير عربية ، وقال : (كما لا يخرج الكلام) العربي ، (المشتمل على كلمة غير عربية ، عن كونه)، اي : كون ذلك الكلام العربي (عربيا ، فلا يخرج سورة) يس ، اي : الآية التي (فيها : ( ألم أعهد ) عن الفصاحة).

اذ حاصل ما يلزم حينئذ : انه يوصف الكل ، اعني : الكلام بوصف ، اعني : الفصاحة ، لا يوجد في الجزء ، اعني : الكلمة ، لا محذور فيه على هذا الوهم ، قياسا على عربية الكلام ، دون بعض كلماته قال في المختصر ، حاكيا لهذا القول : قيل : ان قرب المخارج سبب للثقل المخل بالفصاحة ، وان في قوله تعالى : ( ألم أعهد إليكم ) ثقلا قريبا من المتناهى ، فيخل بفصاحة الكلمة.

لكن الكلام الطويل ، المشتمل على كلمة غير فصيحة ، لا يخرج عن الفصاحة ، كما لا يخرج الكلام الطويل المشتمل على كلمة غير عربية : عن ان يكون عربيا ، انتهى.

(وايده بعضهم : بان انتفاء وصف الجزء ، كفصاحة الكلمة مثلا لا يوجب انتفاء وصف الكل)، كفصاحة الكلام في المقام .

(و) لكن ، (هذا التوهم) السخيف : (غلط فاحش).

اما اولا : فلان لازم هذا التوهم : الخروج عن اصطلاح القوم في فصاحة الكلام ، (لان فصاحة الكلمات ، مأخوذة في تعريف فصاحة

مخ ۴۰۰