393

واما وجه الأول ، اي : عدم كون التنافر بسبب بعد المخارج فاشار اليه بقوله : (بخلاف «علم») اذ فيه : بعد المخرج ، ولا تنافر فيه.

فيعلم من ذلك : ان بعد المخرج ، ليس سببا للتنافر ، والا لكان «علم» ايضا متنافرا ، كملع ، وليس فليس.

(و) ان قلت : فيهما فرق ، وهو : ان فى علم اخراج من الحلق الى الشفة ، وفي ملع ادخال من الشفة الى الحلق والاخراج ايسر من الادخال ، ولا يخفى لطف هذا.

قلت : نعم ، الأمر كما ذكرت من اللطيفة ، لكن (ليس ذلك) اي : كون علم غير متنافر ، وملع متنافرا ، (بسبب : ان الاخراج من الحلق الى الشفة ، أيسر من : ادخاله من الشفة الى الحلق لما نجد من حسن) كلمات ، في بعضها اخراج من الحلق الى الشفة وفي بعضها الآخر ادخال من الشفة الى الحلق.

وفيه الاخراج ، (وبلغ)، وفيه الادخال.

(و) كذلك : (حلم ، وملح ، بل هذا)، اي : تنافر الكلمة (امر ذوقي ، فكل ما عده الذوق الصحيح ثقيلا ، متعسر النطق فهو : «متنافر» سواء كان) ذلك الكلمة ، مركبة (من قرب المخارج ، او بعدها).

فالاولى ، ان يقال : قريب المخارج ، او بعيدها ، (او غير ذلك) بان يكون بعض حروفها ، من قريب المخارج ، وبعضها الآخر ، من بعيدها.

ويحتمل ان يكون مراده : ان كل ما عده الذوق الصحيح ثقيلا

مخ ۳۹۵