345

وبلغ بالضم بلاغة ، فهو بليغ : اذا كان فصيحا ، طلق اللسان .. انتهى.

هذا كله : بالنسبة الى معناها اللغوي ، واما الاصطلاحي ، فسيأتي.

قيل : لم يقل في الأصل : «اي : اللغة» اكتفاء : بما ذكر في الفصاحة.

وقيل : لم يقل ذلك ، لاتحاد معناها : لغة واصطلاحا ، وليس بشيء ، اما اولا : فلانه خلاف الواقع ، اذ المغايرة بين معناها اللغوي والاصطلاحي ، واضحة ، سواء اريد بها بلاغة الكلام ، او بلاغة المتكلم اذ اوضح عبارة يتوهم منها الاتحاد : كلام القاموس ، حيث قال : بلغ الرجل بلاغة : اذا كان يبلغ بعبارته كنه مراده ، مع ايجاز بلا اخلال او اطالة بلا املال.

لكن التوهم لا وجه له ، لظهور كون ما ذكره اعم من المعنى الاصطلاحي ، فتأمل جيدا.

واما ثانيا : فلانه يلزم حينئذ يكون قوله : «تنبىء عن الوصول والانتهاء» مستدركا ، لأن الظاهر : انه لا بداء المناسبة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي كما هو المرسوم عندهم في امثال المقام.

وكيف كان : (يوصف بها)، اي : بالبلاغة : (الأخيران ، اي : الكلام والمتكلم ، فقط ، دون المفرد) المقابل للكلام ، بقرينة المقابلة ، وقد تقدم بيانه مفصلا ، (يقال : كلام بليغ ، ورجل بليغ).

قيل : الوصف فيه مجاز بحال المتعلق ، كزيد منيع مقامه ، لكنه وهم ، يظهر وجهه : مما نقلناه عن القاموس وعن المصباح في آخر كلامه.

مخ ۳۴۷