والغرض منه ، وموضوعه» وقريب من ذلك ما قيل : «من ان فى تجريدية» والمعنى : ان هذه المقدمة يجرد منها هذه الثلاثة.
وهاهنا وجه آخر : وهو تقدير المضاف ، اي : وضع المقدمة في بيان هذه الامور الثلاثة ، فلا اتحاد.
واما الرؤوس الثمانية : التي كان القدماء يذكرونها في صدر كتبهم ، على انها من المقدمات ، او من المبادىء بالمعنى الأعم اي : ما يبدء به ، قبل الشروع في مسائل العلم ، سواء كان داخلا في العلم ، فيكون من المبادىء المصطلحة ، التي هي : حدود الموضوعات واجزاؤها واعراضها ، والتصديقات التي يتألف منها قياسات العلم.
أو خارجا عنه ، يتوقف عليه الشروع على وجه الخبرة ، ويسمى : «مقدمات» كمعرفة الحد ، والغاية ، وبيان الموضوع.
فأولها على ما ذكر في التهذيب : الغرض من العلم ، لئلا يكون النظر فيه عبثا ولعبا ، فان العابث واللاعب ، ليس الا الذي يفعل لا لغرض وحكمة ، بل مجانا ، وذلك قبيح باجماع كافة العقلاء ، فوجب تقديم فائدة العلم والغرض منه ، دفعا للعبث ، فان الطالب ان لم يعتقد فيه فائدة اصلا ، لم يتصور منه الشروع فيه بالضرورة ، وان اعتقد فيه فائدة غير ما هو فائدته ، امكنه الشروع فيه ، الا انه لا يترتب عليه ما اعتقده ، بل ما هو فائدته ، وربما لم تكن موافقا لغرضه ، فيعد سعيه في تحصيله عبثا ، وايضا ازديادا للرغبة فيه ، حيث كانت مهمة له ، فيوفيه حقه من الجد والاجتهاد.
قال محشي التهذيب : اعلم : ان ما يترتب على فعل ، ان كان باعثا للفاعل على صدور ذلك الفعل منه ، يسمى : غرضا وعلة غائية ،
مخ ۳۰۸