288

في كلام الملك العلام ، متشبثا بتأويلات بعيدة ، في كل ما جاء منه في القرآن او العرب ، الذين لهم اليد الطولى في فنون الكلام ، واثبته جمع اخر بلا تكلف تأويل في المقام ، وسيجيء في باب الفصل والوصل ما قيل فيه كاملا وبالتمام ، فلنكتف هاهنا بما قاله ابن هشام ، وهذا نصه : عطف الخبر على الانشاء وبالعكس ، منعه البيانيون ، وابن مالك في شرح باب المفعول معه ، من كتاب التسهيل ، وابن عصفور في شرح الايضاح ، ونقله عن الأكثرين.

وأجازه الصفار وجماعة ، مستدلين بقوله تعالى : ( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين وبشر الذين آمنوا ) في سورة البقرة ، وبقوله تعالى : ( ذلك الفوز العظيم وبشر المؤمنين ) في سورة الصف.

قال ابو حيان : وأجاز سيبويه : جائني زيد ومن عمرو العاقلان ، على ان يكون العاقلان خبرا لمحذوف ، ويؤيده قوله :

وان شفائي عبرة مهراقة

وهل عند رسم دارس من معول

وقوله :

تناغى غزالا عند باب ابن عامر

وكحل مآقيك الحسان بأثمد

واستدل الصفار بهذا البيت وبقوله :

وقائلة خولان فانكح فتاتهم

فان تقديره عند سيبويه : هذه خولان.

واقول : اما آية البقرة : فقال الزمخشري : ليس المعتمد بالعطف الأمر ، حتى يطلب له مشاكل ، بل المراد : عطف جملة «ثواب المؤمنين» على جملة «عذاب الكافرين» كقولك : زيد يعاقب بالقيد

مخ ۲۹۰