الاثر في المخاصمة لهم فكيف يجتمع هذا مع زعمهم انا محل صرف واما قياس ما نحن فيه على الاسود فليس في محله اذ ليس السواد متعلقا لقدرة العبد حتى يحسن الاستشهاد به وقياس فعل العبد عليه.
واما ما ذكره من دليل الاشاعرة فان كان المراد المقدمة القائلة : كل ممكن مقدور لله تعالى هو أن كل ممكن مصدر قدرته تعالى حتى افعال العباد فهو مصادرة ولا يلزم من امكانها المبين في المقدمة الاولى الا احتياجها الى المؤثر وجواز تأثير قدرة الله تعالى فيها لا تاثيرها فعلا بها وبهذا بطلت المقدمة الثالثة لانه يلزم اجتماع قدرتين مؤثرتين فان التأثير عندنا لقدرة العبد في فعله وانما قدرة الله صالحة للتاثير فيه وان تتغلب على قدرة العبد ولسخافة هذا الدليل لم يشر اليه نصير الدين في التجريد ولا تعرض له القوشجي الشارح الجديد.
واما ما ذكره من ان المعتزلة اضطرتهم الشبهة الى اختيار مذهب ردي وهو اثبات تعدد الخالقين غير الله تعالى فهو منجر الى الانتقاد على الله سبحانه حيث يقول في كتابه العزيز ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) وقد مر ان الردى هو اثبات تعدد الخالقين المستقلين بقدرتهم وتمام شئون افعالهم اما اثبات فاعل غير الله تعالى اصل وجوده وقدرته من الله تعالى وتمكنه وفعله من مظاهر قدرة الله سبحانه وتوابع مخلوقيته له فمن احسن الامور واتمها اعترافا بقدرة الله واشدها تنزيها ، له أترى ان عبيد السلطان اذا فعلوا شيئا بمدد السلطان يقال انهم سلاطين مثله ويكون ذلك عيبا في سلطانه مع ان مددهم منه ليس كمدد العباد من الله تعالى فان السلطان لم يخلق عبيده وقدرتهم ولا شيئا من صفاتهم فكيف يكون القول بانا فاعلون لافعالنا رديا منافيا لعظمة الله تعالى واعلم ان الخلق لغة : الفعل والاختراع قال تعالى ( وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير ) ( وتخلقون
مخ ۲۵