176

من جميع العلوم ، فلا تغفل.

ان قلت : معلوم العلم ، المعلومات الاصطلاحية ، اي : القواعد الكلية ، التي يعرف منها ، احكام جزئيات موضوعات تلك القواعد.

ككل فاعل مرفوع ، في النحو ، وككل حكم القيته المنكر يجب توكيده ، في هذا العلم .

بل قيل : ان العلم ، نفس هذه القواعد ، وحينئذ يلزم من تعليل أجلية العلم بأجلية معلومه ، تعليل الشيء بنفسه.

قلنا : ليس المراد بالمعلوم ، المعلومات الاصطلاحية ، بل المراد من المعلوم هنا ، ما يعلم بالعلم.

كاعجاز القرآن ، اذ لا شك : ان اعجازه ، يعلم بهذا العلم ، لا بغيره من العلوم ، اذ به يعرف الخواص والأسرار المودعة فيه.

اذ غاية ما يعرف بالنحو مثلا : تنزيل مفردات الألفاظ ومركباتها على وجوه يصح الكلام معها ، من حيث انها الفاظ ومركبات موضوعة والغرض منه : تأدية اصل المعنى الموضوع له تلك الالفاظ ، وقد يكون للمتكلم اغراض ومقاصد ، وراء تأدية اصل المعنى ، لا تعلق لها بالوضع والالفاظ ، ولا تعرف تلك الا بهذا العلم.

والدليل على ان المراد بالمعلوم ، ما ذكرنا لا المعلومات الاصطلاحية : افراد المعلوم.

ولا يرد على هذا : انه اين كانت هذا العلم في زمن نزول القرآن والمخاطبين به ، الذين عرفوا الخواص والأسرار المودعة فيه ، على نحو عرفوا اعجازه واقروا به. او قالوا : «ما هذا كلام البشر* ان هو الا سحر مستمر» لأنهم كما يأتي عن قريب ، عرفوا ذلك بحسب

مخ ۱۷۸