127

ولعله يكون من هذا القبيل قوله تعالى : ( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ) يعني آتيك به في اسرع ما يكون.

اما التاليتان لهما : فلان المراد ان خلقها خلق الثعبان العظيم واهتزازها وحركتها وخفتها ، كاهتزاز الجان وحركته وخفته.

واما التاليتان لهما : فلوجوه :

منها : كون الاختلاف في السؤال وعدمه كما اشرنا اليه سابقا انما هو باختلاف الأماكن والمواقف.

ومنها : ان المثبت سؤال التكبيت والتوبيخ.

والمنفي سؤال المعذرة وبيان الحجة.

واما التاليتان لهما : فلما قيل : من ان المراد من الاولى (مقام التوحيد) بدليل قوله تعالى : ( ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ).

ومن الثانية : (الاعمال) وقيل : ان الثانية ناسخة للاولى.

والأولى : ان يقال : ان المراد في الاولى : بيان ما يستحقه الله تعالى من التقوى ، وفي الثانية : بيان ما يتمكن منه العبد.

والغرض : الاشارة الى ان العبد ينبغي ان يصرف همته واستطاعته ، في طلب المرتبة العليا ، والغابة القصوى ، ليحصل له ما يقرب منها ، فان الترقي على قدر الهمة .

واما التاليتان لهما : فلما قيل : من ان المراد في الاولى (توفية الحقوق).

وفي الثانية : (الميل القلبي) الذي ليس في قدرة الانسان.

ويمكن ان يقال : ان اثبات الامكان في الاولى انما هو بزعم الناس ، ونفيه في الثانية بحسب الحقيقة فلا منافاة.

مخ ۱۲۹