معتمد بن عباد
المعتمد بن عباد: الملك الجواد الشجاع الشاعر المرزأ
ژانرونه
ولو كنت ممن يشرب الخمر كنتها
إذا نزعت نفسي إلى لذة الخمر
فما أحسب المعتمد كان من اللهو والترف بحيث يصفه الفتح بن خاقان.
وروى صاحب نفح الطيب أنه ما جهر بشرب الخمر منذ ولي الملك.
ونختار في حصار المعتمد وأسره ما كتبه شاعره ابن اللبانة في كتابه نظم السلوك في مواعظ الملوك، ويدل كلامه أنه كان شاهد الوقعة، حاضر النكبة:
إن طائفة من أصحاب المعتمد خامرت عليه، فأعلم باعتقادها، وكشف له عن مرادها، وحض على هتك حرمها، وأغري بسفك دمها، فأبى ذلك مجده الأثيل، ومذهبه الجميل، وما خصه الله - تعالى - به من حسن اليقين، وصحة الدين إلى أن أمكنتهم الغرة فانتصروا ببغاث مستنسر وقاموا بجمع غير مستبصر، فبرز من قصره متلافيا لأمره، عليه غلالة ترف على جسده، وسيفه يتلظى في يده ...
يوافق ابن اللبانة غيره على أن جماعة من أصحاب المعتمد خانته وأنه فوجئ في قصره فخرج في غير عدة، ولعل المعتمد لم يعرض لهذه الجماعة بشر حين نمى أمرها إليه؛ خيفة اختلاف الكلمة وافتراق الجماعة في وقت الشدة.
ولا نجد في كلام ابن اللبانة ذكر لهو المعتمد وغفلته والنذر تحيط به، وهو قول باطل سجع به الفتح كسجع الكهان.
ثم يقول ابن اللبانة:
فلقي على باب من أبواب المدينة فارسا مشهورا بنجدة، فرماه الفارس برمح التوى على غلالته، وعصمه الله تعالى منه، وصب هو سيفه على عاتق الفارس فشقه إلى أضلاعه فخر صريعا سريعا، فرأيت القائمين عندما تسنموا الأسوار تساقطوا منها، وبعدما أمسكوا الأبواب تخلوا عنها، وأخذوا على غير طريق، وهوت بهم ريح الهيبة في مكان سحيق، فظننا أن البلد من أقذائه قد صفا، وثوب العصمة علينا قد ضفا، إلى أن كان يوم الأحد الحادي والعشرون من شهر رجب،
ناپیژندل شوی مخ