244

معجز احمد

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي

ژانرونه

بلاغت
روى الأول بالكسر، والثاني بالفتح. وقد روى بالكسر، من ذلك يقول داعيًا له: لا عدم يماك المشيع، سيف الدولة المشيع أو لا عدم سف الدولة غلامه المشيع، وهذا أيضًا يتضمن الدعاء لسيف الدولة. ثم قال: ليت الرياح كانت تفعل مثل فعله، لأن أفعاله تزيد على فعل الرياح. بكون ضرًّا وبكرت تنفع وسجسجٌ أنت وهنّ زعزع وواحدٌ أنت وهنّ أربع وأنت نبعٌ والملوك خروع يقول مفضلًا له على الرياح: إنها تضر، وتنفع أنت. وقيل: إنه اتفق هبوب الريح الشديدة فذكر ذلك. والسجسج: اللينة. والزعزع: الشديدة. يعني: هي شديدة صعبة، وأنت نفع خالص كالريح السجسج. والرياح أربع: جنوب، وشمال، وصبا، ودبور، وأنت واحد تقوم مقامها أجمع. وقيل: أراد لا نظير له والريح له نظير. والنبع: شجر صلب يتخذ منه القسى، والخروع: شجر ضعيف. شبه شجر التين. يعني أنت أفضل من الملوك، كالنبع أفضل من الخروع. وقال أيضًا يمدحه وهو سائر يريد الرقة، وقد اشتد المطر بموضع يعرف بالثديين. لعيني كلّ يومٍ منك حظّ ... تحيّر منه في أمر عجاب العجاب: أبلغ من العجيب. والهاء في منه للحظ. يقول: إن لعيني منك كل يوم حظًا! يتحير من ذلك الحظ، ويتعجب منه. حمالة ذا الحسام على حسامٍ ... وموقع ذا السّحاب على سحاب حمالة: أي ذلك العجاب هو حمالة. هذا هو العجاب. يقول: أرى أمرًا عجيبًا وهو حمالة السيف، وقعت على السيف، الذي هو سيف الدولة، لأنه سيف تقلد سيفًا، وكذلك وقوع السحاب الذي هو المطر، على سيف الدولة، الذي هو كالسحاب جودًا. وزاد المطر فقال فيه أيضًا تجفّ الأرض من هذا الرّباب ... ويخلق ما كساها من ثياب الرباب: السحاب الأبيض، وأراد تجف الأرض من مطر هذا الرباب فحذف المضاف. يقول: تجف الأرض من هذا المطر، وكذلك يخلق ما كسى هذا المطر الأرض من أثواب الربيع وأنواع الأزهار، وألوان الأنوار. وما يتفكّ منك الدّهر رطبًا ... ولا يتفكّ غيثك في انسكاب يقول: إن الأرض تجف من هذا المطر، ولا يزال الدهر من سحاب جودك رطبًا ولا يزال جودك متصلًا، فيبقى أثره على الدهر. تسايرك السّواري والغوادي ... مسايرة الأحبّاء الطّراب تسايرك: أي تسير معك. والطراب: جمع طرب، وهو الذي استخفه الشوق. يقول: إن السحب التي تأتي ليلا والتي تأتي غدوة تسير معك حيث سرت، كما يسير الحبيب مع حبيبه، إذا طرب إليه واستخفه الشوق نحوه. تفيد الجود منك فتحتذيه ... وتعجز عن خلائقك العذاب تفيد: أي تستفيد، والتاء للسواري والغوادي. يقال: أفاد واستفاد والاحتذاء: أن تفعل مثل ما فعل صاحبك. ويروى فتحتديه: أي تطلب حدى جودك. يقول: إن السحاب تسايرك حتى تستفيد الجود منك، وتحذو على حذوك من الجود، فهي وإن استفادت عنك الجود احتذاء، تعجز عن أخلاقك العذبة. وأجمل سيف الدولة ذكره وهو يسايره في طريق آمد فقال. أنا بالوشاة إذا ذكرتك أشبه ... تأتي النّدى ويذاع عنك فتكره يقول: أنا إذا ذكرت جودك، وأثنيت عليك بإحسانك كنت بمنزلة من ينم عليك، ويفشي أسرارك؛ لأنك تفضل على الناس، وتستره، وتكره أن يظهر ذلك منك، فأنا إذا أظهرته كنت في حيز الواشين بك. وإذا رأيتك دون عرضٍ عارضًا ... أيقنت أنّ الله يبغي نصره يقول: إذا رأيتك عارضًا دون عرض إنسان، وذابًا عنه تيقنت أن الله تعالى ينصره على أعدائه. وإنما قال ذلك؛ لأن سيف الدولة أحسن ذكره. فقال: إذا أثنيت علي، لم أبال بمن عابني؛ وعلمت أن الله تعالى ينصرني على من يطعن علي ذنبًا من عرضي. وفي قافية البيتين اضطراب لأنا إن جعلناها رائية، فالهاء تكون وصلًا، وهذا لا يجوز؛ لأن الهاء أصل في البيت الأول، وهو قوله: فتكره وفي الثاني ضمير وهو نصره فالبيت الأول هائي والثاني رائي، وإن جعلناها هائية فالثانية تكون رائية لما بينا: أن الهاء أصل في الأول، ووصل في الثاني. والكلام في هذا المعنى يطول، وموضعه كتاب القوافي، وقيل القافية رائية وقد جاء مثل هذا في الشعر القديم، وقد تركت ذكره لئلا يطول. وزاد سيف الدولة في وصفه فقال له. ربّ نجيعٍ بسيف الدّولة انسفكا ... وربّ قافيةٍ غاظت به ملكا

1 / 244