209

معجب

المعجب في تلخيص أخبار المغرب من لدن فتح الأندلس إلى آخر عصر الموحدين

پوهندوی

الدكتور صلاح الدين الهواري

خپرندوی

المكتبة العصرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦هـ - ٢٠٠٦م

د خپرونکي ځای

صيدا-بيروت

علي بن حَزْمُون الشاعر* ولما رجع من غزوته العطمى -المتقدم ذكرها- في سنة ٥٩١، جلس للوفود في قبة من تلك القباب مشرفة على النهر الأعظم، وأذن فدخلوا عليه على طبقاتهم ومراتبهم؛ وأنشده الشعراء؛ فممن أنشده في ذلك اليوم صديق لي من أهل مرسية اسمه علي بن حزمون، أنشده قصيدة في عَرُوض يسمى الخَبَب كان يقترحه على الشعراء، فوقعت القصيدة من أمير المؤمنين ومن الحاضرين موقع استحسان، أولها: من الخبب أو المحدث حيتك معطرة النفس ... نفحات الفتح بأندلسِ فذَرِ الكفار ومأتمهمْ ... إن الإسلام لفي عُرُسِ١ أإمام الحق وناصره ... طهَّرْتَ الأرض من الدنسِ٢ وملأتَ قلوب الناس هُدًى ... فدنا التوفيق لملتمِسِ٣ ورفعت منار الدين على ... عَمَدٍ شُمٍّ وعلى أسسِ٤ وصدعتَ رداء الكفر كما ... صدع الدَّيْجور سَنَا قَبَسِ٥ لا قيت جموعهمو فغدوا ... فرصًا في قبضة مفترسِ٦ جاءوك تضيق الأرض بهم ... عددًا لم يُحصَ ولم يُقَسِ خرجوا بَطَرًا ورئاء النا ... س ليختلسوا مع مختلِسِ٧ ومضيتَ لأمر الله على ... ثقة بالله ولم تَخِسِ٨ فأناخ الموتُ كلاكلَهُ ... بظُبَاك على بَشَر رَجِسِ٩

* ترجمته في: الأعلام: ٢٧١/٤. ١- ذر الكفار: اتركهم. ٢- الدنس: الوسخ، القذر. ٣- الملتمس: من التمس الشيء: طلبه. ٤- عمد شم: عظيمة الارتفاع. ٥- صدع الشيء: شقه. الديجور: الظلمة. السنا: الضياء أو اللمعان. القبس: النار، أو الشعلة منها. ٦- المفترس: من افترس فريسته: صادها وقتلها. ٧- البطر: الغلو في المرح والزهو. رئاء الناس: أي: ليراهم الناس على حال، وهم على نقيضه. اختلس الشيء: استلبه في نُهْزَة ومُخاتلة. ٨- خاس فلان: ذل، وخاس العهد: نقضه وخانه. ٩- أناخ: نزل أو أقام. الكلاكل: جمع الكلكل: الصدر. الظُّبَى: جمع الظُّبَة: حد السيف. البشر: جمع البشْرة: ظاهر الجلد. والبشر: الناس. الرجس: القذر.

1 / 213