ولما شرعت في دراسة ترجمة الإمام الطبري؛ لأتعرف عليه عن قرب من خلال سيرته وترجمته - وهي طريقة أتعامل بها مع كل من أريد أن أقرأ له قبل أن أشرع في القراءة لما كتبت وهي طريقة ومنهج أخذته من أحد أساتذتي في الثانوية كان له فضل عظيم علينا، في تعلم العربية وحبها، والشغف بها، فجزاه الله عنا خير الجزاء، وهذا أقل ما يمكننا أن نقدمه لمحسن أحسن إلينا في تعليمه المخلص لنا ألا وهو الأستاذ الفاضل (أبو خلدون، محمد بن عبد القادر خلدون) وفقه الله لطاعته إن كان حيا، وتغمده بواسع رحمته إن كان ميتا.
وبعد أن شرعت في دراسة ترجمة الطبري، وجدت أن الحافظ الذهبي - رحمه الله- قد ذكر، من ضمن آثار، وكتب الطبري، التي صنفها، وذلك في ترجمته من " سير أعلام النبلاء " (14/ 273)، ذكر عن الفرغاني: أن الطبري قد أتم كتابا في تراجم الرجال سماه: " تاريخ الرجال "، ترجم فيه لشيوخه الذين لقيهم وأخذ عنهم، وشيوخهم الذين أخذوا عنهم إلى الصحابة والتابعين.
فقلت: هو كتاب حجة في بابه، لو قدر عليه مخطوطا، أو مطبوعا وكنت ولا زلت أود لو أنني أستطيع الحصول على مخطوطة (1) أو أكثر للكتاب المذكور، أو بعض مخطوطات " جامع البيان في تأويل القرآن " غير التي ذكرتها،
مخ ۲۷