140

د قران حفاظ معجم په تاریخ کې

معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ

خپرندوی

دار الجيل

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

د خپرونکي ځای

بيروت

يلي: منها أنه كان «ورعا» كما كان والده أيضا ورعا تقيا. وليس معنى هذا أنه ورث هذه الصفة عن والده، بل معناه أنه تأثر بأبيه ومحاكاته له. ومن مظاهر ورعه أنه كان مع اشتغاله بالتأليف والتدريس يحرص على قراءة قدر من القرآن الكريم، اعتاد أن يقرأه، وكانت قراءته للقرآن تجمع بين الترتيل الجيّد الممثل للمعاني، وبين الخشوع المصور للجلال، حتى لقد كان بعض سامعيه يقول إنه لم يكن يظن أن إنسانا يحسن أن يقرأ هذه القراءة. ووصفه «عبد العزيز بن محمد الطبري» بأنه كان مجوّدا في القراءة، موصوفا بذلك، يقصده القراء ليصلوا خلفه، ويسمعوا قراءته وتجويده (١). قال «أبو علي الطوماري»: كنت أحمل القنديل في شهر رمضان بين يدي «أبي بكر بن مجاهد» لصلاة التراويح، فخرج ليلة من ليالي العشر الأواخر من داره، ومررنا على مسجده فاجتازه ولم يدخله، وسار حتى وقف على باب مسجد «الطبري» وكان «الطبري» يقرأ سورة «الرحمن» فاستمع لقراءته طويلا ثم انصرف. فقلت له: يا أستاذ تركت الناس ينتظرونك، وجئت تسمع قراءة «الطبري»؟ فقال: «يا أبا علي، دع عنك، ما ظننت أن الله خلق بشرا يحسن أن يقرأ هذه القراءة» (٢). ومن الصفات التي اتصف بها: «إباؤه» وعزّة نفسه، فلم يستهن بكرامة نفسه مرة، وقد لزمته هذه الصفة طيلة حياته، حتى كان يرفض الهدايا والمنح، لأنه جرى على ألا يقبل هدية لا يستطيع أن يكافئ بمثلها، فإن كانت فوق طاقته ردّها، واعتذر إلى مهديها. وكثيرا ما رفض هدايا الوزراء، والكبراء على تشوقهم إلى أن يقبلها.

(١) انظر طبقات الشافعية ج ٢ ص ١٣٧. (٢) انظر طبقات المفسرين ص ٣١.

1 / 146