209

Muawiyah ibn Abi Sufyan: Commander of the Faithful and Scribe of the Prophet's Revelation - Dispelling Doubts and Refuting Fabrications

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

خپرندوی

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

د خپرونکي ځای

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

ژانرونه

الشبهة السابعة عشرة
هل لُعِنَ عليٌّ على المنابر بأمر من معاوية ﵄ -؟
الجواب: إن هذه الفرية من الأشياء المكذوبة في حق معاوية ﵁ بل من الأباطيل التي روج لها الرافضة ودخلت على كتب أهل السنة كأنها حقيقة لا شك فيها.
وهذه دعوى تحتاج إلى دليل، وهي مفتقرة إلى صحة النقل، وأغلب الرافضة ومن أشرب قلبه بغض معاوية ﵁، لا يتثبتون فيما ينقلون، وإنما يكتفون بقولهم: (كما ذكر ذلك المؤرخون) أو (وكتب التواريخ طافحة بذلك) إلى غيرها من التُرَّهات. ولا يحيلون إلى أي مصدر موثوق، وكما هو معلوم مدى أهمية الإحالة والتوثيق لمثل هذه الدعاوى عند المحققين والباحثين.
ومعاوية ﵁ منزه عن مثل هذه التهم، بما ثبت من فضله في الدين، كما أن معاوية ﵁ كان محمود السيرة في الأمة، أثنى عليه الصحابة وامتدحه خيار التابعين، وشهدوا له بالدين والعلم والفقه والعدل والحلم وسائر خصال الخير.
وإذا ثبت هذا في حق معاوية، فإنه من أبعد المحال على من كانت هذه سيرته أن يحمل الناس على لعن علي ﵁ على المنابر وهو مَن هو في الفضل، وهذا يعني أن أولئك السلف وأهل العلم من بعدهم الذين أثنوا عليه ذلك الثناء البالغ، قد مالؤوه على الظلم والبغي واتفقوا على الضلال!! وهذا مما نُزّهت الأمة عنه بنص حديث الرسول ﵌: «إنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَجَارَ أمَّتِي أنْ تَجْتَمِعَ عَلَى ضَلَالَةٍ». (رواه ابن أبي عاصم في السنة، وحسنه الألباني).
ومَن عَلِم سيرة معاوية ﵁ في الملك وما اشتهر به من الحِلم والصفح وحسن السياسة للرعية، ظهر له أن ذلك من أكبر الكذب عليه.
ثم كيف يسمح معاوية ﵁ بذلك؟! وهو الذي لم يصح عنه أبدًا أنه سبّ عليًّا ﵁ أو لعنه مرة واحدة، فضلًا عن التشهير به على المنابر؟!!

1 / 224