90

مؤسس مصر حديثه

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

ژانرونه

وصدرت الأوامر في الوقت نفسه إلى كامبل في الإسكندرية بأن يبلغ نائب السلطان بأن التعليمات أرسلت إلى الأميرال ميتلند بأن يحول دون احتلال البحرين ولو اقتضى الأمر استعمال القوة،

49

وكان كامبل قبل أن تصله هذه التعليمات قد أصر، بناء على تعليمات سابقة وعلى الأنباء الواردة من الهند، على إرسال أوامر صريحة إلى خورشيد بأن يدع جزيرة البحرين وشأنها.

50

واتفق أن نشاط محمد علي في جهة اليمن أدى إلى ما يشبه هذه الحالة عند مدخل البحر الأحمر؛ فإن انتصاره على قبائل عسير في سنة 1838م جعله صاحب الأمر والنهي مؤقتا في جهات بلاد العرب التي كانت تسمى من قبيل التهكم «بلاد الرخاء»، وكان محمد علي ميالا إلى اعتبار حاكم عدن مجرد تابع خاضع لإمام صنعاء الذي أرغم حين قبل الدخول في طاعة السلطان،

51

كما أنه ادعى من ناحية أخرى أنه يضع يده عليها؛ لأنها كانت من قبل جزءا من الإمبراطورية العثمانية.

52

وبالطبع لم يكن من المستطاع النظر إلى هذه الدعاوى وأمثالها بعين جدية. نعم؛ لقد حاول إمام صنعاء بلا ريب من آن لآخر أن يبسط نفوذه على عدن، ولكن لم يكن له في الواقع نفوذ يصح وصفه بأنه نفوذ حقيقي وثابت، فاعتراف الإنجليز بأنه كان يتمتع بحقوق السيادة كان يكون إذن ضربا من ضروب الحمق والسخف، كذلك قل عن دعوى الأتراك فإنها كانت وهمية. نعم؛ لقد احتل الأتراك عدن أيام عظمة إمبراطوريتهم إبان القرن السادس عشر والسابع عشر، فلما لم تسعد حالتها تحت حكمهم تخلوا عنها في سنة 1630م باعتبار أنها عديمة الفائدة. وشاءت الظروف في مناسبات عديدة في السنين القريبة أن يتصل الإنجليز اتصالا وديا بسلطان عدن. مثال ذلك أنهم عندما صحت عزيمتهم على سد طريق البحر الأحمر خوفا من زحف نابليون على الهند اجتلوا إلى أن تصير جزيرة «بريم» وهي التي كانت توصف بأنها «الصخرة القائمة في وسط البحر لا يملكها غير الله العلي القهار والتي لا تدفع إتاوة ولا ينتظر أخذ إتاوة منها.» فلما تبين لهم ألا سبيل إلى البقاء في تلك الصخرة الجرداء التي هي أشبه بالجحيم، وخاصة بعد أن ذهبت سدى كافة مساعيهم في نقر الصخرة جريا وراء الأمل الكاذب - وهو العثور على الماء - قر رأيهم على الانتقال إلى عدن مؤقتا، وهناك كانوا أحسن حالا فلقد خيل إليهم في الواقع أنهم أصبحوا في فردوس بالنسبة لذلك الجحيم الذي كانوا فيه من قبل. ومما زاد في اغتباطهم أن سلطان عدن رحب بمقدمهم وعرض أن يقدم لهم دائما عددا من رجاله للخدمة العسكرية في صفوف الشركة الهندية،

53

ناپیژندل شوی مخ