مؤسس مصر حديثه
الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة
ژانرونه
وكان معظم الأعمال التجارية في تلك المناطق تتناوله أيدي تجار معظمهم من أصل جوجاراتي جلبون متاجرهم من صورات وغيرها من مواني غرب الهند. ولم يكن في استطاعة إمبراطورية المغول - حتى في إبان شوكتها - أن تقدم للسفن الهندية التجارية الحماية اللازمة، بل اضطر الإمبراطور أكبر أن يحصل على جوازات من البرتغاليين، هذا في حين أن من جاء بعده من الأمبراطرة حصلوا من الهولنديين أو الإنجليز على خفر لحراسة السفن أثناء السفر. وفي أواسط القرن الثامن عشر - أي قبل أن تحصل شركة الهند الشرقية على ديوان بنغال - فإنها قد حصلت على لقب «أميرال الإمبراطورية»، وما يلحق بذلك اللقب من أبواب الإيرادات والأراضي، وقد ظلت شركة بمباي البحرية بعد ذلك سبعين عاما كاملة، وهي تقوم بحراسة السفن التجارية الهندية بانتظام بين الهند والبصرة أو بينها وبين جدة، وترفع فوق سارية سفنها راية الشركة وراية الإمبراطورية المغولية فوق جانبها، وقد ترتب على تضعضع قوة الفرس والعثمانيين أن أصبحت حراسة السفن أمرا لا مناص منه؛ فلقد تفشت القرصنة واتسع مداها بسرعة شديدة، ثم إن ما كان يقابل به من يقبض عليهم من القراصنة من الرحمة والشفقة الغريبة عند إطلاقهم، يضاف إليه سماح ولاة الأمور لبعض التجار بنقل الأخشاب لإصلاح السفن التي كانت تهاجمهم؛ إن ذلك كله لم يكن من شأنه أن يؤدي إلى وضع حد لأعمالهم المرعبة أو لزجرهم عن غيهم،
40
ومما ساعد على تفشي ذلك الشر من الوجهة الأدبية والسياسية والعملية نشوب الثورة الوهابية؛ لأن الوهابيين أنفسهم أنشئوا أسطولا للقرصنة في كوم فودة إلى جنوب جدة، فلا عجب أن يلتجئ إليهم قراصنة الخليج الفارسي عند سنوح الفرصة الملائمة.
41
وفي سنة 1808م وقعت إحدى السفن الإنجليزية في أيدي القراصنة الذين قتلوا الملاحين عن بكرة أبيهم، وفي نفس السنة استولى القراصنة على السفينة المسلحة التابعة للشركة واسمها «سيلف»،
42
فأرسلت حملة لتأديب القراصنة ، فأبادت كثيرا من السفن التابعة لهم في الخليج الفارسي. وفي سنة 1819م لم تتمكن الحملة القوية المجهزة في بمباي من الاستيلاء على أكبر معاقل القراصنة في رأس الخيمة فقط بمساعدة إمام مسقط، بل أرغمت كافة القبائل العربية المشتغلة بشئون الملاحة في الخليج أن تعقد معاهدة مع الشركة، وهي لا تقضي فقط بالعدول عن أعمال القرصنة، بل وترك تجارة الرقيق أيضا،
43
ولقد عللت الشركة نفسها بالأمل في أن تحصل على مساعدة إبراهيم باشا لتحقيق هذه الغاية بعد الاستيلاء على الدارعية، ولكن محمد علي لم يكن مهتما وقتئذ بالتطلع إلى شيء من هذا في مثل ذلك المكان السحيق؛ ولذا لم تصادف اقتراحات الشركة قبولا.
44
ناپیژندل شوی مخ