149

مؤسس مصر حديثه

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

ژانرونه

91

وقد كان في الإمكان عمل شيء نافع حتى لطائفة من الملاحين من هذا القبيل لو أضيف إليه عدد معين من الملاحين الحقيقيين تحت إرشاد ضباط بحريين ماهرين ومدربين، ولكن هؤلاء الملاحين الخام الذين جمعهم الباشا، كما لاحظ قنصلنا الجنرال العام السالف الذكر «لم يكن يوجد بينهم لا ضباط مدربون وطنيون ولا حتى البحارة العاديون.»

92

وقد علل الباشا نفسه في سنة1831م بأن يسد هذا النقص باستخدام الضباط والملاحين الإنجليز، وعهد إلى الكولونيل لايث ابن حاكم بنيانج على ما أظن أن يختارهم له. وكان محمد علي في حاجة إلى اثنين من درجة قنطان واثنين من درجة كوموندور وإلى عدد من الضباط ونحو 40 أو 50 صف ضابط عدا من يلحق بهم من الملاحين القادرين،

93

ولكن المسألة ظلت معلقة ردحا من الزمن؛ لأن الحكومة البريطانية لم توافق إلا في سنة 1834م فقط على السماح للضباط البحريين المتقاعدين في الاستيداع بالخدمة في أسطول مصر،

94

وكان الباشا وقتذاك قد تمكن من استخدام بعض الضباط الفرنسيين، وكان الفيس أميرال هوبيسون بك يعاونه بوظيفة رير أميرال حسن بك، وهو ضابط تركي تلقى علومه في جامعات أوروبا.

ولكيما يظهر الباشا مبلغ اهتمامه بالأسطول الذي وضعه تحت رعايته الشخصية قرر أن ينشأ أحد أنجاله، وهو سعيد بك، نشأة بحرية. وتنفيذا لهذا القرار التحق الأمير الشاب، وهو في سن الثالثة عشرة بإحدى السفن بدرجة صف ضابط اسميا فقط ووقع الاختيار على ضابط فرنسي خبير لتدريبه على الشئون الفنية، وبعد مرور خمس سنوات تولى الأمير قيادة إحدى الحراقات، ولكن الأمير كان مصدر متاعب لأبيه؛ نظرا لما بدا عليه من علامات الكسل والإفراط في السمن قبل الأوان، وكان الأمير يوزن من حين إلى آخر، وكلما بدا عليه ميل إلى زيادة السمن أرسل إليه والده خطابا يشدد عليه فيه بالتمييز بين «الغث والسمين »، وبتنمية صفات الرجولة وبتخليص جسمه من آثار الترهل البغيض في عيون الناس جميعا.

95

ناپیژندل شوی مخ