يعد المرحوم الدكتور محمود قاسم - وكان عميدا لكلية دار العلوم - من أشد أنصار ابن رشد تحمسا واقتناعا بأنه هو الفيلسوف بمعنى الكلمة الذي تمكن من التوفيق بين الدين والفلسفة.
ويعود هذا الاقتناع إلى دراسته في باريس لنيل الدكتوراه، فاختار بالذات موضوع ابن رشد وحاول أن يدحض ما كان في نظره افتراء على فيلسوف قرطبة، وأراد أن يثبت أن القديس توماس الأكويني استقى منه حلوله لعدد كبير من المشاكل الدينية «وحرص حرصا شديدا على نسبة عدد لا بأس به أيضا من البدع إلى ابن رشد وفلسفته الدينية.» الطبعة الثالثة، ص46.
غير أنه لم يستطع - على ما يظهر - أن يقنع إمام فلسفة القرون الوسطى آنذاك الأستاذ جيلسون
Gilson ، ولعل هذا أعطى لبعض هجومه على توماس الأكويني في كتبه العربية الأولى حدة غير مألوفة عند الفلاسفة، مع العلم أنه في سنة وفاته بالذات قبل دعوة إلى الاشتراك في الاحتفال التذكاري للقديس توما الأكويني في روما، وكان مستعدا للنقاش الهادئ الرزين للدفاع عن موقفه.
ولا شك أن دراسات الدكتور محمود قاسم الخاصة بفلسفة ابن رشد تعبر عن وجهة نظر مهمة جدا بالنسبة لموقف الإسلام من الفلسفة.
وكان قد اهتم الدكتور قاسم أثناء اشتراكه في مؤتمر قرطبة لفلسفة القرون الوسطى بالاتصال بالأب نوغالس
Nogales
الإسباني، واتفقا على تكوين لجنة لنشر جميع مؤلفات ابن رشد، ولكن للأسف عاجلته المنية قبل أن يخطو خطوات واسعة في تحقيق المشروع.
فخري (ماجد)
مادة «ابن رشد» في دائرة المعارف اللبنانية للبستاني، المجلد الثالث، ص93-103.
ناپیژندل شوی مخ