فإن الله سبحانه بعث نبيكم صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرسل وأهل الأرض من المشرق رلى المعرب قد خرجوا عن ملة إبراهيم وأقبلوا على الشرك بالله إلا بقيا من أهل الكتاب فلما دعا إلى الله ارتاع أهل الأرض من دعوته وعادوه كلهم جهالهم وأهل الكتاب عبادهم وفساقهم ولم يتبعه على دينه إلا أبو بكر الصديق وبلال وأهل بيه صلى الله عليه وسلم خديجة وأولادها ومولاه زيد بن حارثة وعلي رضي الله عنه قال عمرو بن عبسة لما أتيت النبي صلي الله عليه وسلم بمكة قلت ما أنت قال نبي قلت وما نبي قال أرسلني الله قلت بأي شيء أرسلك قال بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يعبد الله لا يشرك به شيئا قلت من معك على هذا قال حر وعبد ومعه يومئذ أبو بكر وبلال فهذا صيغة بدو الإسلام وعداوة الخاص والعام له وكونه في غاية الغربة ثم قد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فمن تزمل هذا وفهمه زالت عنه شبهات شياطين الإنس الذين يجلبون على من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم بحيل الشيطان ورجله فاصبروا يا أخواني واحمدوا الله على ما أعطاكم من معرفة الله سبحانه ومعرفة حقه على عباده ومعرفة ملة إبرالهم في هذا الزمان التي أكثر المناس منكر لها واضرعوا إلى الله أن يزيدكم إبمانا ويقينا وعلما وأن يثبت قلوبكم على دينه وقولوا كما قال الصالحون الذين أنثى الله عليهم في كتابه

﴿ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب﴾

مخ ۲۷۱