88

منهج الاعتدال

منهج الاعتدال

خپرندوی

دار التابعين بالرياض

د خپرونکي ځای

٢٠٠٢

ژانرونه

الجهاد: أحكامه، أنواعه الجهاد شعيرة من شعائر الإسلام العظيمة، وهو: ماض إلى يوم القيامة، مع كل بَرٍ وفاجر، لا يُعطِّله ظلم ظالم، ولا تسويف مسوف، ولا ينسخه تأويل متعالم، قال رسول الله ﷺ: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية» [البخاري (١٧٣٧) ومسلم (٣/ ١٤٨٧) رقم (١٣٥٣) عن ابن عباس]. ولم تعزَّ أمة الإسلام -بعد التوحيد والتقوى- إلا به، ولم ينزل بها الذل إلا بإخلالها بالتوحيد، وعصيان الله والانكباب على الدنيا، وترك الجهاد في سبيل الله، كما قال رسول الله ﷺ: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليكم ذلًا، لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» [رواه أحمد رقم (٤٨٢٥) وأبو داود (٣٤٦٢) عن ابن عمر وصححه شيخنا الألباني في صحيح أبي داود (٢٩٥٦) وفي الصحيحة رقم (١١)]. والجهاد يشمل جهاد الحجة والبيان، والدعوة والسنان وجهاد المال والإخلاف، وهو أن يخلف المجاهدين في أهلهم بخير. ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: (٧٣)]. ومع أمر الله تعالى لنبيه ﷺ بجهاد المنافقين، فلم يرفع عليهم سنانًا، وإنما وعظهم بيانًا ﴿وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا﴾ [النساء: (٦٣)]. وقال ﷺ: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم» [أخرجه أحمد (٣/ ١٢٤) وأبو داود (٢٥٠٤) والنسائي (٦/ ٥١) الدارمي (٢٤٣١) والحاكم (٢/ ٨١) وقال صحيح على شرط مسلم]. والجهاد بالسنان جهادان: جهاد الدفع، وجهاد الفتح والدعوة. فأما الأول: فليس له شروط سوى أن تكون المصلحة أكبر من المفسدة. - وعلى المسلمين أن يهبُّوا حسب قدراتهم لرد العدو الصائل. - وأن يخضعوا لأمر السلطان إن وجد، وإلا خضعوا لأهل الحل والعقد.

1 / 89