45

منهج الاعتدال

منهج الاعتدال

خپرندوی

دار التابعين بالرياض

د خپرونکي ځای

٢٠٠٢

ژانرونه

مثاله: الاختلاف في مكان بناء المسجد، تعيين وقت المحاضرة أو الدروس، موعد السفر الجماعي، توزيع الأعمال على العاملين، تنظيم أمور الجمعيات والمراكز، من تعيين الرئيس، والهيئة الإدارية وما شابه ذلك. أسبابه: تفاوت النظر في المصالح والمفاسد، أو العناد، والإصرار على الرأي؛ لأن صاحبه يعتقد صوابه، ويكون سببه حب الذات، وسوء الأخلاق. وكثير من خلافات المسلمين في جمعياتهم ومراكزهم ومساجدهم من هذا الباب، وكثير من الانشقاقات الداخلية في الجماعات بسببه. قاعدته: التطاوع وهو ترك الرأي -ولو كان صاحبه يعدّه صوابًا- إلى رأي غيره -ولو كان يراه خطأ- ولقد ترك رسول الله ﷺ رأيه -الاجتهادي الإداري- أكثر من مرة، لمن هو دونه، وكان رأيه صوابًا، كما في غزوة أحد، حين ارتأى أن يقاتل في المدينة، ورأى الصحابة القتال خارج المدينة فطاوعهم، رغم خطأ رأيهم، وحصل ذلك في غزوة الطائف، حين ارتأى الرحيل وتأخير القتال، ورأى الصحابة القتال، فطاوعهم رغم خطأ رأيهم، فهل لنا في ذلك عبرة. واعلم أن في التطاوع -وإن كان قبولًا برأي يراه خطأ- خيرًا كبيرًا، ونفعًا عظيمًا، ليس هاهنا مجال ذكره. وأن في العناد والإصرار على الرأي -وإن كان صاحبه يراه صوابًا- شرًا عظيمًا، وفشلًا كبيرًا، قال تعالى: ﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: (٤٦)]. ولو أننا نتطاوع لكان خيرًا لنا، وأقوى وأحفظ لوحدة المسلمين وكلمتهم (١). حكم الاختلاف في العقيدة:

(١) هذا ملخص -ربما كان مخلًا - من محاضرة «الخلاف أنواعه ومواقفه» يسر الله نشره.

1 / 46