98

مجمل أصول أهل السنة

مجمل أصول أهل السنة

ژانرونه

الإيمان بالكتب المنزلة الأصل الثالث: الإيمان بالكتب المنزلة، وهي الكتب التي أنزلها الله على الأمم بواسطة الرسل والأنبياء، والتي شرع الله فيها الدين والعقيدة والشرائع لكل أمة، وجعل هذه الكتب مرجعًا لتحكيم شرع الله ﷿ وتحقيق رضاه والسعادة للبشرية في الدنيا والآخرة. وهذه الكتب المنزلة منها ما سمي وذكر لنا، فيجب أن نؤمن أنه حق قبل التحريف، مثل: التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم ونحوها مما ورد في النصوص، وهذه الكتب حق وتضمنت عقيدة صافية وشرائع لكل أمة بحسب ما شرع الله لها من مصالحها، وهذه الكتب كانت سليمة ثم دخلها التحريف والتبديل، ولذلك نسخها الله ﷿ بالقرآن، والكتب الباقية منها كالتوراة والإنجيل لا تزال تشتمل على شيء من الحق، ولذلك لا ترد ردًا كليًا إنما تُعرض على ما جاء في القرآن الكريم وسنة النبي ﷺ، فما وافق الحق فهو حق، وما لم يوافق الحق فهو باطل مما أدخله المحرّفون، وعلى هذا فهذه الكتب نحترمها بأصلها، لكن حينما حُرّفت وبُدّلت، نسخها الله ﷿ وجعل القرآن هو المهيمن والناسخ لها، والقرآن هو أفضلها وأشملها وما قبله طرأ عليه التحريف، ولذلك يجب اتباعه دون ما سبقه من الكتب. وإن اشتملت هذه الكتب على الحق إلا أن الحق الذي فيها جاء وافيًا في كتاب ربنا وفي سنة رسولنا ﷺ، ونظرًا لأنه اختلط الحق فيها بالباطل فإن الرجوع إليها يلتبس على المسلم، ولذلك نهى النبي ﷺ نهيًا جازمًا قاطعًا حازمًا عن أن نجعل هذه الكتب مرجعًا نرجع إليه في ديننا أو في مصالحنا.

4 / 5