معاشر العقلاء !! مثل هذا [لا] ينطلي إلا على أحمق، قليل العقل ، جاهل بأمر الله تعالى ورسوله ، بعيد عن معرفة الإسلام وأهله، أعمى عن معرفة الصادقين والتمييز بينهم وبين الكاذبين.
بعدنا عن الله ، وقلت عقولنا حتى صار مثل هؤلاء البغضاء البعداء ، إخوان الشياطين ، يدخلون منازلنا، ويأكلون طعامنا، ويتمتعون بصبياننا ونسائنا، بحجة: سيدي فلان، وسيدي فلان، وسيدي فلان !!
أما آن لنا أن تصحو عقولنا ? وتنفتح عيوننا، ونقف على زوكرة هؤلاء، ونعلم أنهم متأكلة يأكلون الناس، ويتفرجون على نسائهم وصبيانهم ? حيرة ، يا سبحان الله !! قط ما سمعنا طريقة السلف الصالحين ، الذين كانوا بعد الصحابة ، وبعد التابعين ، مثل : الفضيل بن عياض، وإبراهيم بن أدهم، ووهب بن الورد، ووهب بن منبه، وحذيفة المرعشي، وسفيان الثوري، ومن جاء بعدهم، مثل ذي النون المصري، وشقيق البلخي، وحاتم الأصم، وسهل التستري، ومعروف الكرخي وسري السقطي وأبي القاسم الجنيد وغيرهم قط - يا مسلمون عملوا هذه الأعمال ، أم قط اتصفوا بهذه الصفات. كانوا قوما مستورين صادقين مع ربهم، يحتقرون أعمالهم، ويخافون ربهم، ويغضون أبصارهم، ويستمعون إلى القرآن هو سماعهم، شغلهم الصيام والقيام، والذكر على الدوام، والخوف المحرق للأكباد ، ينتظرون الآخرة والقدوم على الله ، قد تهيؤوا للموت والقبر والحساب والميزان والصراط، يخافون النار، ويرجون رحمة الله، متبعين رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤون كتاب ربهم، وسنة نبيهم، مشتغلين بالصدق مع مولاهم.
معاشر العقلاء !! أفلا تنتبهون وتستيقظون ? أفكان هؤلاء يشبهون هؤلاء، أو قريبا منهم ? كلا والله، ثم والله لقد ضل هؤلاء الزواكر ضلالا بعيدا، وتاهوا في تيه الضلال والانحراف، بعدوا عن الله وعن أمره، وعن المروءة، فيا ليتهم يأكلون الدنيا بالدين، بل يأكلونها بالمحال والزوكرة، يستخفون العامة والجهال والنساء كما قال الله : ( فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين) فعليكم
مخ ۲۴۵