170

ميزان عمل

ميزان العمل

پوهندوی

الدكتور سليمان دنيا

خپرندوی

دار المعارف

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٩٦٤ هـ

د خپرونکي ځای

مصر

فيظن أن ذلك تهاون بالعبادات، هيهات! فذلك استغراق لمخّ العبادات ولبابها وغايتها، ولكن أعين الخفافيش تكلّ عن درك نور الشمس. الوظيفة الخامسة: للمتعلم أن لا يدع فنًا من فنون العلم، ونوعًا من أنواعه إلا وينظر فيه نظرًا يطّلع به على غايته ومقصده وطريقه. ثم إن ساعده العمر وأتته الأسباب طلب التبحّر فيه، فإن العلوم كلها متعاونة مترابطة بعضها ببعض، ويستفيد منه في الحال حتى لا يكون معاديًا لذلك العلم بسبب جهله به. فإن الناس أعداء ما جهلوا. قال تعالى: (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذا إفْكٌ قَدِيم)، قال الشاعر: وَمَنْ يَكُ ذَا فَمٍ مُرٍّ مَريضٍ ... يَجِدْ مُرًا بِهِ المَاءُ الزُّلاَلاَ فلا ينبغي أن يستهين بشيء من أنواع العلوم، بل ينبغي أن يحصّل كل علم ويعطيه حقه ومرتبته، فإن العلوم على درجاتها إما سالكة بالعبد إلى الله، أو معينة على أسباب السلوك، ولها منازل مرتبة في القرب والبعد من المقصد. والقوام بها حفظته كحفظة الرباطات والثغور على طريق الجهاد والحج، ولكل واحد منها رتبه. الوظيفة السادسة: أن لا يخوض في فنون العلم دفعة، بل

1 / 348