مصر په درېیمه برخه پېړۍ کې
مصر في ثلثي قرن
ژانرونه
أريد أن أكون سيدة منزلي على كل حال.
الفصل الثامن عشر
نظراؤنا في الحياة
«لتحي مصر، وليحي الاستقلال التام»
الأمة المصرية
تتجنى علينا السياسة النهمة، فلا ترانا أهلا لأن نحكم أنفسنا بأنفسنا، على أنها تقول ذلك ظاهرا ويخفي صدرها ما علمت من الحق، وهو أننا أهل لأن نحكم أنفسنا، بل أهل لأن نحكم غيرنا لا حكم الظالم للمظلوم، بل حكم المرشد للمسترشد.
أما السياسة القانعة المنصفة فتظهر الحق وتؤيد أصحابه، فإذا نحن استثنينا السياسة الإنكليزية الاستعمارية، واستثنينا سياسة الأربعة الذين أقاموا أنفسهم متصرفين في الأرض حين جلسوا جلستهم من مؤتمر الصلح، بقيت سياسة الشعوب في الغرب أجمع فإذا سأل أحد: ماذا ترى الشعوب وماذا يرى ساستها المنصفون؟ فحسب السائل أن يعلم أن في أمريكا وحدها 600 صحيفة تتناول القضية المصرية بالتأييد، وعليه أن يقيس بها غيرها، ولكن ألسنة الاستعمار السمجة لم تزل تدعي أن المصريين ليسوا أهلا للاستقلال التام، وأنهم يحتاجون إلى الدربة عليه، ولا بد من أستاذ مدرب، هذا الأستاذ هو السياسة البريطانية خاصة.
ونحن ماذا نقول لندفع زعما ليس من الصدق في شيء؟ إنه زعم أحبطه ما فيه من الباطل، ولكن المكابرة السياسية تقضي أن نقف لأصحابها - لا لغيرهم - موقف التدليل بالبرهان على البديهيات مما لا يحتاج إلى دليل أمام العقل المبصر، فإن لم يقتنعوا بالبديهيات وبراهينها، شهد عليهم الناس أنهم معاندون، يعرفون الحق ويكتمونه.
لم تزل السياسة البريطانية تطالب الشعب اليوناني ألا ينسى جميلها عنده، ولا يغفل عن دينها عليه، تقول هذه السياسة إن لها على هذا الشعب جميل الإنقاذ ودين الحرية، والشعب اليوناني معدود من الشعوب الشرقية، وقد ظفر باستقلاله منذ زمن طويل، ولم يقل أحد إنه كان يوم نال استقلاله أعرف بالحكم الذاتي من الشعب المصري في أيامه الحاضرة، ولا أوفر منه عددا ومالا، ولا أرسخ وطنية وعزما، ولا أوسع كفاءة وعلما، كانت السياسة البريطانية تعرف ذلك ولم تزل تعرفه، فلماذا لم تطلب يوم أنقذت الشعب اليوناني أن تتولاه بالتعليم والإصلاح لتؤهله للحكم الذاتي؟!
الشعب المصري لا يقل عن الشعب الروماني غنى وقوة وحياة، فهل يعلمون أن أحدا تولى رومانيا بحماية أو وصاية حتى لقنها دروس الحكم الذاتي وسقاها وسيلة الاستقلال التام؟ وهكذا يقال في البلغاريين والصربيين وأهل الجبل الأسود، بل نطلب من السياسة الاستعمارية أن تدل الناس على المدرسة التي سيدخلها اليوغسلافيون اليوم ليتلقوا دروس الاستقلال على أساتذة الاستعمار.
ناپیژندل شوی مخ